نكبة فلسطين.. رواية حاضرة في كل أيار
نكبة فلسطين.. رواية حاضرة في كل أيارنكبة فلسطين.. رواية حاضرة في كل أيار

نكبة فلسطين.. رواية حاضرة في كل أيار

اختلفت رواياتهم وقصصهم عن منتصف أيار عام 1948 إلا أن الوجع ومرارة التشتت كانا العنوان الذي يلخص الذاكرة، بعضهم عاش على أمل العودة لبلده بعد ساعتين، وآخر بعد يومين، قطعوا خلالها سهولا وجبالا ناشدين مأوى آمنا يحميهم من رصاص "العصابات الصهيونية" أو من مجازر ذاع صيتها بين القرى، سرقت البلاد في أكبر عملية سطو سياسي في التاريخ الحديث، لكن الأمل باستعادة البلاد وعودة العباد مايزال قيد الأمل والانتظار منذ سبعة وستين عاما على نكبة فلسطين.

الحاج أبو إسماعيل الخطيب الذي هجر قسرا من قرية البرج قرب الرملة عام (1948) مازالت ذاكرته تحتفظ بآخر لحظات خروجه وعائلته من بيتهم الذي أصبح اليوم رماداً بعد تدميره من عصابات الهاجاناة.

يقول الخطيب (74 عاماً) الذي استقر به المطاف في مخيم قلنديا شمال القدس لشبكة "إرم" الإخبارية: "بلدنا كانت زراعية تشتهر بزراعة الرمان والعنب والتين والزيتون، كلما مر موسم من تلك الزراعات أبكي حرقة وشوقاً إليها".

ويعود بعيدا في الذاكرة إلى يوم كان فيه طفلا لم يتعد السابعة فيتذكر تناقل الناس الأخبار عن مهاجمة "العصابات الصهيونية" المسلحة منازل الفلسطينيين واغتصابها عروضهم، وسلب أرضهم وقتل شبابهم.

تحت تأثير الفزع من كل ذلك اضطرت عائلته وسكان القرية للرحيل للقرى المجاورة سيراً على الأقدام حتى وصلوا  قرية "صفا" القريبة، مكثوا فيها أسبوعا، افترشوا خلالها الأرض، ثم انتقلوا إلى بيت عور وخربثا، قبل أن يستقروا في مخيم قلنديا عام 1957.

عند خروجه من قرية البرج كان عمره 8 سنوات، أكثر ما آلمه أن سنة النكبة كانت الأولى له في المدرسة فبقيت أجمل لحظات الدراسة راسخة في ذاكرته بعد 67 عاماً من "الزلزال" الذي شتت أقربائه كما يقول أبو اسماعيل في بقاع الأرض.

يملك أبو إسماعيل دكانة صغيرة في مخيم قلنديا، والدكان في عرف المخيم مقهى مصغر، يتجمع بابه الناس يتسامرون ويعودون إلى ذكرياتهم، أبو إسماعيل يصر على أن يروي دوماً لأطفال المخيم حكايات النكبة، ويخبرهم عن بلده البرج حتى يؤكد أن أسطورة  جوالدامائير حين قالت: "الكبار يموتون والصغار ينسون" باطلة، فهو ما يزال يحتفظ بمفتاح بيته في قرية البرج الذي يعتبره جواز سفر للعودة وحكاية للذكرى.

على مقربة من بيت أبو إسماعيل، يجلس الحاج فؤاد أبو جبر (87 عاماً) متكئا على عكازه بعد أن رسم الزمان أخاديد في وجهه ويديه وشرد من قريته "بير اماعين" قضاء اللد يقول لـ"إرم": "إن أهالي القرى المجاورة لجأوا لقريتهم "بير إماعين" هرباً من "العصابات الصهيونية".

ويضيف بعد أسبوع هجرنا جميعاً من القرية بعد أن طلب الجيش الأردني منا الخروج للبراري لساعتين فقط خوفا على حياتنا من الاشتباكات مع العصابات الصهيونية، فخرج سكان القرية البالغ عددهم 500 نسمة بملابسهم، مضيفاً "الساعتين طولوا وصاروا 67 عاماً".

ويشير أبو جبر إلى أن المواطنين لجأوا لقرية بيت عور التحتا القريبة من رام الله، إلا أن نقص المياه دفعهم لمغادرتها والتوجه للقدس في الحي اليهودي ومن هناك انتقلو للعيش في مخيم قلنديا، منوهاً إلى أن العصابات الصهيونية قاموا بإعدام 4 مسنين في القرية رفضوا الخروج منها ودمرو القرية بأكملها.

ويؤكد أن بريطانيا التي حكمت فلسطين بسلطة الانتداب كانت تمنع الفلسطينيين من اقتناء الأسلحة وفي المقابل تدرب اليهود بمعسكراتها على السلاح والقتل والتدمير.

ويقول أبو جبر وهو يشير إلى مفتاح بيته في بير إماعين المعلق وسط غرفته "إذا البيت راح شو بدها تعمل المفاتيح".

وعن حلم العودة والتحرر، يشدد أبو جبر أن ذلك لن يتحقق إلا بعد أن يتفق العرب ويوقفوا قتل بعضهم بعضا كما يحدث في سوريا واليمن، متسائلاً : "كيف سنعود لبيوتنا وما زال العرب يتآمرون علينا".

وحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، فإن 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1.300 قرية ومدينة فلسطينية.

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في دولة فلسطين تشكل 43.1% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2014، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من تموز للعام 2014، حوالي 5.49 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش حوالي 29.0% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com