السودان.. مواجهات قبلية تخلف 130 قتيلا بدارفور

قُتل 130 شخصا وجُرح المئات في مواجهات دامية وقعت الجمعة 20 آذار/ مارس الجاري، بين قبيلتي "الزيادية" العربية و"البرتي" ذات الأصول الإفريقية" في منطقة مليط شمال الفاشر كبرى مدن إقليم دارفور غرب السودان، وذلك وفقا لأحدث الإحصائيات منذ اندلاع المواجهات بين الطرفين.

ويتبادل الجانبان الاتهامات بالمبادرة في الهجوم. وقال زعماء من القبيلتين إن "المواجهات وقعت بين الطرفين مخلفة العديد من القتلى"، فيما قدم كل طرف حصيلة مختلفة للمعارك، التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة.

وقال زعيم قبيلة الزيادية، عبد الله جزو: "هاجم البرتي مناطق الزيادية، ودار قتال بالأسلحة النارية، واستخدم المهاجمون سيارات رباعية الدفع، وقتلوا منا ستة أفراد"، مضيفا أن الهجوم "بدأ مساء الخميس والجمعة.. لا أعرف عدد القتلى من الطرف الآخر، ولم تصل إلى المنطقة أي قوات من الشرطة".

وأصدر "تجمع أبناء الزيادية" بيانا أكد فيه أن "ستة من رجال القبيلة قتلوا بالفؤوس، وجرى حرقهم وهم نيام في الساعة الواحدة صباحا في منطقة حجر ساري شمال شرق محلية الكومة".

واتهم البيان قبيلة البرتي بـ"محاربة قبيلة الزيادية بكل الوسائل، السياسية والعسكرية"، محملا والي الولاية، عثمان كبر، مسؤولية "تسليح مليشيات من قبيلة البرتي لشن الحرب على الزيادية واستهداف الرعاة".

في المقابل، قال زعيم قبيلة البرتي، المك أحمد آي: "منذ 17 آذار/ مارس الجاري، يهاجم الزيادية مناطقنا، واليوم هاجمونا باستخدام مدافع الدوشكا، وأحرقوا عددا من القرى تماما، وقتل منا 13 رجلا".

من جانبه، ذكر شاهد عيان أنه "منذ أربعة أيام يدور في المنطقة قتال متقطع بين القبيلتين؛ اشتد القتال الجمعة، واستخدم الطرفان المدافع وقاذفات الصواريخ".

وأضاف "شاهدت 20 جثة لقتلى لا أعرف لأي طرف ينتمون، كما اشتعلت النيران في عدد من منازل القرى جراء إطلاق النار، ولم أشاهد أي وجود لقوات أمنية في المنطقة".

وشهد إقليم دارفور مواجهات مماثلة بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، والرزيقات وبني حسين، والبني هلبة والقمر، والبني هلبة والهبانية، فضلا عن الصراعات السابقة بين السلامات والتعايشة.

وأودت النزاعات القبلية في دارفور بحياة الآلاف؛ حيث يشتهر الإقليم بصراعات دامية بين قبائله المتنازعة في الغالب على الأرض والكلأ.