الجيش اللبناني يحذر سياسي طرابلس
بيروت - أدهم جابر
جاء في نص بيان القيادة أن الجيش "سيتخذ بنفسه كل الإجراءات الحاسمة، وبمنأى عن التدخلات السياسية، لوضع حد لما يجري في مدينة طرابلس"، داعياً المواطنين إلى التجاوب الكامل مع التدابير التي بدأت وحدات الجيش بتنفيذها تباعا.
وفي هذا اشارة واضحة بأن هناك رغبة لدى المؤسسة العسكرية للتصرف وفقاً لما تراه مناسباً، وباستخدام كافة الوسائل المتاحة، في سبيل الحفاظ على أمن المواطنين والعسكريين، وأيضاً لمنع تسلل الفتنة الى الداخل اللبناني عبر بوابة طرابلس، خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية السائدة في هذه المرحلة.
وقد كان لافتاً في البيان التلويح "باستخدام القوة والحزم في التعامل مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت، لقمع أيادي التخريب والفتنة التي لم تعد تسيء الى طرابلس فحسب بل إلى لبنان بأسره".
وهنا يتضح أن منطق الجيش اختلف إلى حد ما وهذا الاختلاف لم يكن وليد لحظته وانما جاء بعد حكمة وصبر اعتمدتهما قيادة الجيش في تعاطيها مع أحداث الشمال واتضح أن هذا المنطق قد لا يخدم هدفها في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة يسودها انفلاتاً أمنياً غير مسبوق.
ومن ناحية أخرى جاء بيان قيادة الجيش كرد على المشككين، بدور الجيش ومهمته خصوصاً بعد تصريحات شخصيات سياسية في المدينة اعتبرتها قيادة الجيش تطاولاً على المؤسسة العسكرية، لذلك تمت صياغة البيان بتأني ليخرج شديد اللهجة لجهة عدم التهاون مع أي طرف تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين، وللتأكيد في الوقت نفسه أن قيادة الجيش متماسكة وعقد المؤسسة العسكرية لا يمكن ان تفرطه أحداث في هذه المنطقة اللبنانية أو تلك.
والأهم من هذا كله كان تأكيد القيادة في بيانها، على أن التدخل في أي مهمة أمنية لن يكون خاضعاً لسياسة الأمن بالتراضي والتجاذبات السياسية بعد الآن، وأن قرار الجيش وإن كان في يد السياسيين بحسب النظام اللبناني، إلا انه بإمكانه التحرك من تلقاء نفسه وباستقلالية تامة، اذا ما شعر بأن هناك أخطاراً تحدق بعسكرييه أو المواطنين الأبرياء .وهذا ما يمكن اعتباره رسالة واضحة إلى كل من يهمه الأمر بأن الجيش اتخذ قراره بسحب البساط من تحت أقدام السياسيين في طرابلس الذين يقول أشياء ويفعلون عكسها.
