المرأة السورية ترثي حالها في يومها العالمي
المرأة السورية ترثي حالها في يومها العالميالمرأة السورية ترثي حالها في يومها العالمي

المرأة السورية ترثي حالها في يومها العالمي

علت وجه السورية "ليلى حمصي" ابتسامة ساخرة وهي تتابع تقريراً عن يوم المرأة العالمي، فقد شعرت أن العالم يعيش في واد آخر غير المعاناة التي تراقب فيها مستقبلها المجهول وترثي نفسها، وتتساءل عن مصير السوريات القتلى اللائي تجاوز عددهن حوالي 20 ألف امرأة خلال أربع سنوات من عمر الأزمة.



ليلى ابنة الأربعين، فقدت زوجها في معارك حمص بين النظام السوري والمعارضة المسلحة في حي الوعر، وتسكن في حي الإنشاءات، وتختبئ في قلبها غصة على مصير ابنها المسجون منذ عام في السجن العسكري بدمشق، بتهمة تصوير المظاهرات.

ولأن المواطنة السورية تعتقد أن لا قيمة لامرأة في سوريا، إلا أن النظام السوري أرغمها على الخروج في مسيرة، الأحد، في يوم المرأة العالمي، الذي يحتقل به النظام، وهو يوافق تاريخ سيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي على مقاليد الحكم بشكل رسمي في عام 1963، والمعروف في سوريا بـ "ثورة الثامن من آذار".


"عن أي حقوق للمرأة تتحدث، ونحن النساء أكثر مَن تعرضن للظلم والاختطاف والاغتصاب وما إلى ذلك؟"..


تتساءل ليلى، مستذكرةً ما تتعرض لها هي وبناتها الثلاث حين يمرن على الحواجز العسكرية للنظام السوري، من تحرش وألفاظ نابية وغيرها الكثير من الإجراءات غير الإنسانية التي تراها "غير أخلاقية".


ولا تتوقف الحكاية هنا، بل تؤكد ليلى أن اليوم الأول من عيد المرأة لم يمر بسلام، فككل الأيام ذهبت لتسأل عن مصير ابنها المسجون من ضابط في المخابرات بحمص، الذي وعدها بمحامٍ لم يستطع أن يقدم لها حتى أي ضمان لإطلاق صراح ابنها، ولكنها تضيف: "كاد الضابط يأكلني بعينيه، رغم أن ملابسي شرعية ولا تظهر تعرجات جسمي في الثياب".


ليلى هي واحدة من آلاف النساء السوريات اللاتي بمجرد ما تذكرهن بيوم المرأة، سرعان ما يعبرن عن آلامهن وذكرياتهن المريرة.


وإلى ذلك، لم تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس عن المنشورات والتغريدات التي عبرت عن السخرية من واقع المرأة السورية وكذلك التذكير بالانتهاكات.


وكتبت همام الحوراني في تغريدة لها على موقع تويتر: "هي أخت الثائر وابنته وأمه وزوجته، هي نصف ثورتنا وأيقونتها هي كل يوم من ثورتنا".


بينما غردت ريم الأيوبي: "يوم الفتاة السورية اللاجئة التي تمثلت صورتها بالرخص وقلة الثقة بمجتمعات الذئاب".


وعبرت "الدمشقية" عن رأيها بغضب: "عندما تصرخ المرأة السورية في وجه العالم من القهر صوتها ليس عورة بل صوتها ألف ثورة صوتها يسقط ألف رجل متخاذل".


وبحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فأن "قوات النظام قتلت ما لا يقل عن 15372 امرأة، من بينهن 4194 طفلة، فيما قتلت من بينهم 641 امرأة برصاص قناصة، إضافة إلى نساء قتلن خنقا بالغازات السامة، حيث تتجاوز نسبة الضحايا من النساء إلى المجموع الكلي للضحايا المدنيين في سوريا، نسبة 6%، وهي نسبة مرتفعة جداً، وتشير إلى تعمد القوات الحكومية استهداف المدنيين، وكذلك مقتلما لا يقل عن 427 امرأة على يد فصائل مختلفة تتبع للمعارضة المسلحة، ومقتلما لا يقل عن 60 امرأة، عبر عمليات القصف العشوائي أو الإعدام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com