"اعقلها وتوكل".. فورين بوليسي تستشهد بنصيحة النبي محمد للتعامل مع وباء "كورونا"
"اعقلها وتوكل".. فورين بوليسي تستشهد بنصيحة النبي محمد للتعامل مع وباء "كورونا""اعقلها وتوكل".. فورين بوليسي تستشهد بنصيحة النبي محمد للتعامل مع وباء "كورونا"

"اعقلها وتوكل".. فورين بوليسي تستشهد بنصيحة النبي محمد للتعامل مع وباء "كورونا"

استشهدت مجلة فورين بوليس الأمريكية، في سياق تقرير حول دور الأديان في أوقات الوباء، والخطوات التي اتخذتها المؤسسات الدينية حول العالم في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، بقصة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حين قال لبعض الوافدين عليه لما قال: يا رسول الله! هل أعقلها أو أتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل" أي اجمع بين الأمرين، "اعقل الناقة، وتوكل على الله".

وأوضحت المجلة، أن هذا يبدو وصفة جامعة للإيمان والعقلانية معًا، تشير إلى أن توخي الحذر والتصرف بعقلانية لا ينفي الايمان بالله. واليوم، يمثل ربط الجمل ارتداء الأقنعة الطبية، وغسل يديك بالصابون، واتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، وإدراك أن الله خلق عالمًا معقدًا تحكمه حقائق بيولوجية يمكن أن تؤثر على حياة البشر.

وتناولت المجلة الأمريكية كيف من المرجح أن تكون جائحة فيروس كورونا التاجي حدثًا فاصلاً في تاريخ العالم، والذي سيترك تأثيرًا عميقًا على المجتمع والسياسة والأديان، منها توقع ظهور حركات دينية جديدة، ترى الوباء كعلامة على اقتراب نهاية العالم، بينما قد يفقد بعض المؤمنين إيمانهم، وهم يتساءلون عن سبب حدوث هذا.

وقالت، إن العديد من المتدينين يرون الوباء على أنه اختبار، وهم على حق، فجائحة الفيروس التاجي هي اختبار وتحدٍ قوي لجميع الأديان، ولكنه اختبار ليس فقط لإيمانهم، كما يعتقد كثير من المؤمنين، بل لعقليتهم أيضًا، حيث يتصرف البعض بعقلانية تساعد على إنقاذ الأرواح، بينما يعرضها البعض الآخر للخطر، مدفوعين بمفاهيم قد تبدو صادمة.

تضارب

وأشارت المجلة إلى أن عصرنا شهد جدلاً جديدًا ومحتدمًا بسبب ما يبدو كتضارب بين المتطلبات الصحية العقلانية والعادات والتقاليد الدينية، فيتطلب السلوك العقلاني الذي يروج له خبراء الصحة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، أي أن يبقى الناس بعيدين عن بعضهم، ويفضل أن يكونوا في المنزل، في حين تتطلب معظم التقاليد الدينية تجمعًا اجتماعيا، وخاصة حضور المؤمنين إلى الكنائس والمساجد والمعابد اليهودية وغيرها من المنشآت الدينية.

ويصبح التساؤل المحير للعديد من الناس، أي من هذه المبادئ يجب أن يأتي كأولوية، الإيمان أم العلم؟

لكن المجلة تشير إلى أن الإجابة الصحيحة ليست صعبة، حيث شرح العقلاء من رجال الدين أن المنشآت الدينية تدعم التدابير التي تعزز صحة المجتمع، حيث قامت السلطات السعودية، على سبيل المثال، في أوائل مارس بإغلاق الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، على الرغم من أن هذا كان حدثًا غير مسبوق.

وفي العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، تم إلغاء الصلوات الجماعية، وحتى الدعوة للصلاة الصادرة من مكبرات الصوت في المساجد، والتي كانت تدعو الناس إلى المساجد، أُعيدت صياغتها في الكويت لتقول "صلوا في منازلكم".

كما أن الكنيسة الكاثوليكية قامت، وسط تفشي العدوى في إيطاليا في أوائل مارس بتعليق جميع خدماتها المجتمعية، كما دعا البابا فرنسيس حكومات العالم إلى وضع "الناس أولاً" واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمكافحة "الإبادة الجماعية الفيروسية".

رافضون

ومع ذلك، لم يحتج جميع الزعماء الدينيين مثل هذه الاحتياطات العقلانية ضد الوباء، وحتى أن بعضهم رفضها باسم الإيمان، وكان أحدهم القس "رودني هوارد براون"، من الكنيسة الإنجيلية الكبيرة في فلوريدا، والذي تحدّى الأوامر العامة للولاية الخاصة بالتباعد الاجتماعي، مدعيًا أن كنيسته كانت "المكان الأكثر أمانًا"، مشيرًا لمبدأ أن الحماية تأتي من الله، ولكن بالطبع سرعان ما تم إلقاء القبض عليه.

وكانت بعض المجتمعات اليهودية المتشددة متهورة بشكل خطير، ففي حي "بروكلين" في نيويورك، تجاهل العديد من أفراد المجتمع قواعد التباعد الاجتماعي وتجمعوا في احتفالات البوريم وحفلات الزفاف الدينية والجنازات، وبالطبع سرعان ما أظهر العديد من تلك المجتمعات معدلات عالية من الإصابة بفيروسات تاجية.

في العالم الإسلامي أيضًا، كانت هناك ردود فعل ساذجة بشكل كارثي تجاه الوباء، واحدة من أكثر الحالات إثارة هي قضية جماعة التبليغ، وهي حركة تبشيرية سنية مقرها الهند، وتضم ما يصل إلى 80 مليون عضو حول العالم، والتي رغم كل التحذيرات، عقدت تجمعات ضخمة استمرت يومًا كاملاً، أولاً في كوالالمبور بماليزيا، ثم في نيودلهي، وسرعان ما أثبتوا أنهم "موزعون فائقون" للفيروس في جنوب وجنوب شرق آسيا.

وأشارت المجلة إلى أنه من الضروري على رجال الدين الذين يتعاملون مع ما سيظهر للكثيرين على أنه فشل كارثي آخر في رؤيتهم للعالم، أن يوضحوا ضرورة اتباع جميع الإرشادات العلمية العقلانية، مع تقديم الإيمان كمصدر للأمل والإلهام، وليس كبديل، بل مكمل للعقل، مختتمة تقريرها بالنصيحة النبوية: "اعقلها وتوكل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com