غناء "المُسنين" يُعيد أصالة الطرب في مصر

حالة فنية مصرية خالصة، تعطي نموذجًا في حب الحياة بالغناء، من خلال فرقة "الأصالة في ربيع العمر"، وهو الفريق الغنائي الذي أصبح واحدًا من أهم التكوينات الغنائية في مصر، خاصة أن معظم أعضائه من المسنين، يبحثون عن دور لهم في الحياة، بدلاً من الجلوس في دور المسنين، وقد حققوا غرضهم بتقديم حفلات ناجحة في المحافل الفنية والثقافية، في ظل تنوع جمهورهم بين الشباب والأسر، فهم ليسوا لكبار السن فقط.

على الرغم من أن اسم الفرقة "الأصالة في ربيع العمر"، إلا أن الشهرة متعلقة بـ"ماما زوزا"، التي تعتبر أكبر الأعضاء سنًا، يصل عمرها إلى 86 عامًا، وهو الفريق الذي تأسس منذ خمسة أعوام، يتكون من 25 فردًا من الهواة المحبين للغناء، وتتراوح أعمارهم ما بين الأربعينيات وحتى الثمانينيات، ولذلك سميت بـ"ربيع العمر".

وتقول "ماما زوزا": إن نجاح الفرقة جاء مع نوعية الأغاني القديمة الخارجة من التراث، والتي تميزنا بتقديمها في ظل عدم تقديم جيل الشباب لهذه النوع الغنائي، مثل "البوسطجية اشتكوا من كتر المراسيل" للفنانة رجاء عبده، "قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى ..قولت اللي شاريني جوه العين يحلى"، "يا ورد مين يشتريك"، "وإيه انكتبلي يا روحي معاكي"، للفنان محمد عبد الوهاب، "شبيكي لبيكي"، للفنان زكريا أحمد، "ليه يا بنفسج" للفنان صالح عبدالحي، فضلاً عن الأغاني القديمة للفنانين الكبار أمثال: سيد درويش، سلامة حجازي، محمد قنديل، صباح، شادية، أم كلثوم، عبدالحليم حافظ.

أما مايسترو فرقة "الأصالة في ربيع العمر"، د. آمال فتحي العربي فتقول: الفرقة بدأت بـ 8 رجال و8 سيدات كانت تجمعهم صفة واحدة، وهي الوحدة ومكان واحد، وهو جمعية المسنين، وجاء التفكير في عمل يجمعنا ويسعدنا، خاصة أن معظمهم كانوا يغنون ويعزفون في حفلات السمر، التي كانت تنظمها الجمعية، ومن هنا جاءت الفكرة بتكوين فرقة موسيقية تضم من لديه موهبة فنية ولديه أيضًا شعور بالاكتئاب أو الوحدة، وبالفعل بدأت في تكوينها منذ بداية عام 2010.

وأشارت إلى أن سبب التسمية يرجع لسببين، الأول، الأصالة، لأنها تقتصر فقط على الأغاني القديمة التي لا يعرفها جيل الشباب، والسبب التاني، ربيع العمر، لأنها تضم الشباب بداية من سن الأربعين فيما فوق، وهنا معنى "الشباب"، بمعنى" شباب الروح".