مؤشر جديد على تصدع جبهة طرابلس.. أزمة ثقة بين السراج وشركائه
مؤشر جديد على تصدع جبهة طرابلس.. أزمة ثقة بين السراج وشركائهمؤشر جديد على تصدع جبهة طرابلس.. أزمة ثقة بين السراج وشركائه

مؤشر جديد على تصدع جبهة طرابلس.. أزمة ثقة بين السراج وشركائه

تزايدت ملامح الخلافات التي تحوّلت إلى "أزمة ثقة" بين المجلس الأعلى للدولة الليبي، والمجلس الرئاسي، الذي يرأسه فائز السراج، على خلفية اتهامات للأخير بمحاولته التضحية بشركائه على حساب تحقيق مكاسب سياسية لنفسه.

وجاءت البداية بتصريح مثير وصادم لجبهة طرابلس، على لسان عضو المجلس الأعلى الدولة، عبد الرحمن الشاطر، عندما اتهم فائز السراج بالسعي إلى"تقاسم السلطة مع القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر"، في إشارة إلى التضحية ببقية أطراف جبهة طرابلس التي تضم بجوار مجلس الدولة ممثلين عن مصراتة، ومجموعات الإسلام السياسي.

وغرّد الشاطر على موقع "تويتر":"أعتقد أن هناك اتفاقًا لم يُعلن بين حفتر والسراج لتقاسم الحكم لظنهما  أنهما يمثلان الشرعيتين العسكرية والسياسية، وإذا فقد أحدهما موقعه فشلت الصفقة".

ولقي تعليق عضو مجلس الدولة  تفاعلًا سريعًا مع مغردين موالين لجماعات المنطقة الغربية، بعضهم أيّد ما ذهب إليه الشاطر، واعتبر أن هناك أمورًا يتم ترتيبها في الخفاء، لصالح فائز السراج والمقربين منه، كما استدعى إعادة الحديث عن إدارة السراج الفاشلة لمعركة طرابلس، وهو ما أثير مؤخرًا وأحدث شرخًا في الجبهة المحاربة لقوات الجيش.

فريق آخر من المغردين على موقع "تويتر" هاجم أطراف طرابلس برمتها باعتبارهم يسعون لتحقيق مكاسب شخصية، واستغلال الحرب والشباب في هذا الإطار، والتغاضي عن الخدمات الأساسية، والتردي المعيشي.

لكن موقف الشاطر هذا جاء بعد أيام، من هجوم آخر لعضو المجلس الأعلى للدولة "وحيد برشان" على وزير خارجية الوفاق محمد الطاهر سيالة، على خلفية الموقف الذي اتخذته حكومته من قرار مجلس وزراء خارجية الدول العربية بشأن الاعتداء التركي على سوريا.

انتقادات سابقة

موقف "برشان" كان أكثر تطرفًا، عندما عاب على سيالة رفض البيان فقط الذي يطالب بوقف التمثيل الدبلوماسي مع أنقرة، بينما كان مطالبًا بدعم تركيا في هجومها على شمال سوريا.

وهذا الانتقاد المتجدد ليس فرديًا، فقد ناقش المجلس الأعلى للدولة قبل نحو شهر مبادرة للحد من صلاحيات السراج، والفصل بين رئاستي المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق، قبل أن يفشل المجلس في إقرارها.

 عضو في المجلس الأعلى للدولة تحدث لـ"إرم نيوز" عن حالة "عدم رضا لدى كثير من الأعضاء عن أداء فائز السراج"، مستدركًا:"لا يعني ذلك أننا متفقون مع رأي الشاطر بوجود اتفاق بين حفتر والسراج، فنحن نعرف أن رقبة السراج على المحك هنا، في حال قبض حفتر عليه، لكن أداءه بشكل عام غير مرضٍ".

وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى تململ أعضاء المجلس من "بعض مستشاري السراج، كما أن الأداء الدبلوماسي لحكومته يعاني خللًا كبيرًا".

شخصية السراج "الكرتونية"

ويرى المحلل السياسي "رضوان الفيتوري" أن التيارات الإسلامية تحاول الاستفادة من شخصية السراج "الكرتونية" حتى النهاية، من خلال مواصلة الضغط عليه، فهي تدرك أنه واجهتها السياسية أمام العالم، ولا تستغني عن هذا الشكل الذي يتيحه لها.

وقال الفيتوري لـ"إرم نيوز" إن "الليبيين والمجتمع الدولي يشعرون بالسَّأم من هذا الوضع المخزي الذي يستشري في طرابلس، ولهذا بدأ المجتمع الدولي بالتحول لصالح إيجاد الشريك القوي الذي يمثله الجيش الوطني الليبي".

ويخوض الجيش الليبي منذ الرابع أبريل/نيسان الماضي مواجهات في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس، لتحريرها من الميليشيات التي تقاتل تحت مظلة حكومة الوفاق الوطني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com