هل تساعد الروبوتات في حل مشاكل التربة وتحسين جودة الزراعة؟

هل تساعد الروبوتات في حل مشاكل التربة وتحسين جودة الزراعة؟

اعتاد المزارعون على اختبار جودة تربتهم عن طريق دفن زوج من السراويل الداخلية في الأرض ومعرفة مدى سرعة تعفنها.

والفكرة هي أنه كلما زادت صحة الكائنات الدقيقة الموجودة في الأرض، مثل البكتيريا والفطريات، تم التهام النسيج بشكل أسرع.

ولكن إذا تم دفن السراويل الآن والحفر للكشف عن حالتها في العام التالي، فستكون في حالة نقية. هذا لأن أكثر من نصف التربة الزراعية في العالم متدهورة بالفعل، وفقًا للخبراء.

وفي الهند، يعد تدهور التربة أحد العوامل، إلى جانب الديون، التي يقال إنها أدت إلى إحصائية مروعة تقود إلى انتحار ما يقرب من 30 شخصًا كل يوم في المتوسط من العاملين في القطاع الزراعي.

ولمحاولة تحسين الأمور، يواصل خبير هندي شهير يُدعى "Sadhguru" قيادة حملة عالمية تسمى "SaveSoil"، تهدف لتحسين صحة التربة في جميع أنحاء العالم.

ويدعو الخبير الهندي إلى منح المزارعين حوافز، مثل: الدعم المالي، للاحتفاظ بما لا يقل عن 3% من المحتوى العضوي في تربتهم.

وهناك العديد من أسباب تدهور التربة، من الرعي المفرط، إلى زراعة محصول واحد فقط مرة بعد مرة، والاستخدام المفرط للمبيدات. لكن أحد العوامل المساهمة هو قطعة التكنولوجيا التي أحدثت ثورة في الزراعة، ألا وهي المحراث.

وفي جميع أنحاء العالم، من حيازات الكفاف الصغيرة في أفريقيا، إلى المزارع الآلية الضخمة في نورث داكوتا، تعد هذه القطعة القديمة جدًّا من التكنولوجيا جزءًا أساسيًّا من الحياة الزراعية.

ويعمل الحرث الحديث على تقليب التربة للتخلص من الحشائش، ولكنه بذلك يفضح الميكروبات الموجودة تحت التربة والتي تعتبر حيوية لرفاهيتها. فهذه الميكروبات التي تتعرض الآن لأشعة الشمس، تموت وتفقد التربة خصوبتها.

وأدى المحراث، جنبًا إلى جنب مع الآلات الأخرى، مثل: الحصادة، إلى توسيع نطاق وسرعة وإنتاجية الزراعة؛ ما أدى إلى زيادة كفاءة زراعة المزيد من الأراضي.

لكن بن راسكين، رئيس قسم الحراج الزراعي والبستنة في جمعية التربة بالمملكة المتحدة، يقول "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في دور التكنولوجيا في الزراعة، وعلينا أن نتأكد من أن التكنولوجيا تدعم التربة وصحة النبات".

وقد يعني ذلك أدوات جديدة، حيث يقوم موردو المعدات الزراعية مثل "John Deere" الآن بإدخال آلات عدم الحراثة، وهي معدات زراعية مصممة لإحداث حد أدنى من الإزعاج للتربة. ويتضمن ذلك مزارعي البذور الذين يسقطون البذور في ثقوب صغيرة بدلاً من استخدام شفرة كبيرة لحفر خندق طويل.

وقد يعني ذلك أيضًا استخدام الروبوتات التي يمكن أن تساعد في الزراعة والأعشاب بطريقة أكثر لطفًا. وأحد هذه الأجهزة هو "Robotti"، الذي تصنعه شركة التكنولوجيا الزراعية الدنماركية "AgroIntelli".

وساعد في تطوير ذلك، الموسيقي البريطاني الذي تحول إلى مزارع عضوي، آندي كاتو، من فرقة Groove" Armada"، الذي اختبر الإصدارات المبكرة.

وفي الوقت نفسه، فإن محاصيل الغطاء، تلك التي لا يتم حصادها، وبدلاً من ذلك يتم زراعتها لمنع ترك الأرض عارية، تساعد في تحسين بنية التربة عن طريق زيادة المادة العضوية فيها.

وفي النهاية، كما يقول راسكين، قد نحتاج إلى التخلص من التركيز بعيدًا عن الحلول فوق الأرض والحفر بشكل أعمق قليلًا.

وأضاف "كان الكثير من التركيز التكنولوجي في الزراعة منصبًّا على المبيدات الكيميائية والآلات الفيزيائية، ولكن حان الوقت الآن لبدء التفكير في علم الأحياء".

ويمكن لفهم تركيبة التربة، أن يولد صناعات جديدة تمامًا، مثل: التكنولوجيا الحيوية التي تركز على تسلسل الجينات للميكروبات في التربة، في محاولة لتزويد المزارعين بأفضل العناصر الغذائية لأراضيهم. كما يمكن أن تؤدي العودة إلى التقنيات البسيطة والقديمة إلى طرح أفكار مثيرة للاهتمام، وربما جذرية.

وحسب جاك إنجل، وهو مدير شركة "Harvest Agri" البريطانية، وتبيع جهازًا يسمى اختبار "ميكروبيومتر" للتربة، يأخذ المزارعون عينة من التربة، ويضيفونها إلى أنبوب الاختبار بمحلول خاص، ثم يتم نقلها إلى الورق.

ومع وجود تطبيق مجاني متاح على كل من أندرويد وآيفون، يمكن مسح العينة ضوئيًّا للكشف عن رقم يحدد عدد الميكروبات الفطرية والبكتيرية الموجودة.

من جهته، يعتقد البروفيسور ديفيد مونتغمري، أستاذ الجيومورفولوجيا في جامعة واشنطن، أن الكثير من مستقبل تكنولوجيا الزراعة يمكن أن يكون حول التعلم من الماضي.

ويقول إنها "تأخذ بعض الحكمة القديمة، مثل: دوران المحاصيل، ومحاصيل الغطاء، ودمج ذلك بطرق جديدة مع التكنولوجيا الحديثة، من المستشعرات والروبوتات والتنقيب عن الملقحات الميكروبية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com