كتاب يكشف أساليب داعش في استقطاب النساء
أصدرت الصحفية انا اريل كتاب بعنوان "في شخصية جهادية" (Dans la peau d'une djihadiste)، والذي تتحدث فيه عن تجربتها الشخصية مع أحد عناصر تنظيم داعش الذي كان يحاول إقناعها بالالتحاق بالتنظيم معتقداً أنها فتاة مسلمة راغبة في الزواج.
وتحكي انا التي تقمصت شخصية ميلاني طيلة شهر كيف كان بلال يبعث لها بالعديد من الرسائل يومياً، وما إن تفتح حسابها على "فيس بوك" لتقرأها حتى يدخل على الخط وكأنه متفرغ تماماً لهذه المهمة، ويطلب منها إتمام الحوار على سكايب لأسباب أمنية.
وتمكنت ميلاني من معرفة بعض من استراتيجيات التنظيم من خلال بلال باستفزازه قائلة :"هل تعمل مع داعش؟ ماهو دورك ؟ في فرنسا يقولون إنكم لستم الفصيل الأقوى"، فيجيبها: "إن داعش أقوى فصيل على الإطلاق ليس في سوريا فقط وإنما في العالم بأسره"، ويوضح لها :"هناك ثلاثة أنواع من المحاربين مجموعة على جبهة القتال، ومجموعة للقيام بالعمليات الانتحارية ومجموعة موجودة في فرنسا لمعاقبة الكفار" ويضرب لها المثل بمحمد المراح .
وعندما تظهر عدم معرفتها بهذا الاسم يذكرها :" تسكنين تولوز أليس كذلك؟ القاتل صاحب الدراجة لا يعني لك شيئاً، هناك قاعدة رئيسية، إرهاب أعداء الله"، وتجيبه: "لكن مراح قتل طفلاً، والطفل هو البراءة نفسها"، فيستغل هذا الجواب لاقتيادها نحو موضوع آخر أقرب إلى التلاعب بالمشاعر.
ويقول :" كم أنت طيبة، ميلاني.. تحبين الأطفال؟ يوما ما سيصبح لديك أطفال إن شاء الله، هل تعلمين، يوجد هنا الكثير من الأيتام الذين ينتظرون أماً، والأخوات في داعش يهتمون بهم يومياً، إنهن رائعات.. ستنسجمين معهن، فأنت تشبهينهن كثيراً".
وتستمر الصحفية في مثل هذه الحوارات للتعرف أكثر إلى محدثها ومحاولة اكتشاف التنظيم وأساليبه في الإيقاع بضحايا جدد، فتعبر عن بعض التخوفات لعدم إثارة شكوكه.
- لقد حدثوني عما تفعله إسرائيل بالأطفال، ورأيت الكثير من الفيديوهات لرضع مقتولين، كما بدأت أتابع بعضاً من إخوانك الذين التحقوا بالجهاد هناك وفي سوريا، بعض المجاهدين يفعلون الخير وبعضهم يقومون بأعمال شريرة، لذا لا أعرف بماذا أفكر.
- لا تفكري إلا بالخير، أنا أيضاً مجاهد كبير، وأبذل الكثير في سبيل الدين منذ وقت طويل، ويمكنني أن أكون رقيقاً جداً جداً مع الأشخاص الذين أحبهم، وقاسياً جداً جداً مع الكفار، أتمنى أنك لست واحدة منهم.
- كيف أكون كذلك وأنا مسلمة ؟
- هذا جيد ولكنه غير كاف، فأداء الصلوات الخمس وصيام رمضان لا يكفي ليكون المرء مسلماً جيداً كما يريد الرسول، ولكن بالالتحاق بـ"الشام 1" وخدمة دين الله".
