صور..  4646 يوما في السجن مدونة على أوراق السجائر
صور.. 4646 يوما في السجن مدونة على أوراق السجائرصور.. 4646 يوما في السجن مدونة على أوراق السجائر

صور.. 4646 يوما في السجن مدونة على أوراق السجائر

ثلاثة عشر عاماً هي المدة التي قضاها خورخي تيسكورينا في السجن في الأورجواي.

خورخي لم يضيَّع تلك السنوات الطويلة، والعصيبة من يديه، بل دوَّن منذ عام 1972 يومياته في السجن على أوراق السجائر.

ولتندرج في سجل ذاكرة العالم لمنظمة اليونيسكو بعد أن كشف عنها "تيسكورينا"، ثم عُرض القصة كاملةً من خلال فيلم وثائقي جاء تحت عنوان " التقويم".

كان خورخي في السابعة والعشرين من عمره – حالياً في السبعين - حين ألقي القبض عليه، بتهمة انتمائه لحركة التحرير الوطنية المتشددة "توباماروس" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وفور دخول خورخي السجن، راودته فكرة تسجيل يومياته على قطعة ورق، لكنه لم يلبث أن أضاعها حين نقل إلى سجن آخر في يناير من العام 1973.

وكان ذاك السجن الجديد يكتظ بالمعارضين السياسيين من دول أميركا اللاتينية.

ويقول "حين تكون في السجن، ولا يصلك ضوء النهار، تفقد الشعور بالوقت في بضعة أيام، ومن ثم لا تعود قادراً على تمييز الأيام". وجاء تدوين اليوميات بمثابة "التقويم"، وتسجيل الأفكار والخواطر.

ويقول خورخي "أصبحت مفكرتي تكبر مع مرور الوقت وتفاصيل الحياة والأحداث في السجن، وما بدأ كحاجة لتدوين ما يجري معي أمسى أكثر تعقيدا مع ازدياد الأحداث".

ولم تعد هذه التدوينات خاصة وشخصية بقدر ما هي تصور للسجن والحياة فيه، من اللقاحات التي كانت تعطى للسجناء، إلى الأفلام التي تعرض لهم، وسلوك الحراس معهم، ومرض رفاق السجن وموت بعضهم.

ويضيف خورخي "أعتقد أن ما فعلته كان محاولة لتوثيق الأيام، إضافة إلى كونه سعيا لعدم نسيان ما جرى. هذه التدوينات صارت مرشدا لي".

في البدء لم يكن خورخي يفكر في أن يخبئ كتاباته عن الحراس، لكنه أدرك فيما بعد أن ما يكتبه قد لا يروق للرقابة، فبدأ صنع أحذية خشبية كان يدس فيها مذكراته بعناية.



وفي 10 مارس من عام 1985، تغير الحكم في أوروجواي وحلت الديموقراطية فيها، فخرج خورخي إلى الحرية، ونسي أمر مذكراته التي كتبها يوما بيوم على مدى 4646 يوما.

ويقول "انخرطت في المجتمع مجددا، وظلت الأوراق في أحذية في حقيبة على مدى سنوات طويلة".

وفي العام 2000 كان خورخي يستذكر مع رفاق السجن السابقين ذكرياتهم وراء القضبان، فخطر له أن يخرج مذكراته من مخابئها في الأحذية الخشبية. ويقول "أصيب الكل بالدهشة، فأنا لم أخبر أحدا منهم بأمر هذه المذكرات".

وفي العام 2012 ذاع صيت هذه القصة حين أنجز أحد رفاق خورخي في السجن فيلما وثائقيا بعنوان "التقويم"، وصارت الآن مدرجة في سجل ذاكرة العالم لمنظمة يونيسكو، وهو سجل يرمي إلى الحفاظ على الوثائق التاريخية ذات الأهمية في كل العالم.

وأقيم الجمعة احتفال في مونتيفيديو لتكريم خورخي ومنحه شهادة رسمية حول مذكراته.

ووصفت منظمة يونيسكو هذه التدوينات التي ستعرضها حكومة أوروجواي للجمهور في الأشهر المقبلة بأنها "ذاكرة حية لسنوات طويلة من العزلة تكشف عن قوة العزيمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com