جبران باسيل نموذجًا.. ملفات الفساد في لبنان جدل إعلامي وغياب قضائي
جبران باسيل نموذجًا.. ملفات الفساد في لبنان جدل إعلامي وغياب قضائيجبران باسيل نموذجًا.. ملفات الفساد في لبنان جدل إعلامي وغياب قضائي

جبران باسيل نموذجًا.. ملفات الفساد في لبنان جدل إعلامي وغياب قضائي

لم تتضمن اتهامات وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي يوم الإثنين الماضي، لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، بأنه الفاسد الأكبر في الدولة والحُكم، أي جديد كبير في الإعلام السياسي، كون هذه التهمة قديمة، وإن ظلّت تتردد منذ عشر سنوات تقريبًا حسب دورة المناكفات السياسية بين الأحزاب والقيادات الطائفية.

فضلًا عن أن هذه الاتهامات بغض النظر عن دقتها لم يأخذ بها القضاء، ما اضطر صاحبها أن يجعل منها محاكمة رأي عام.

الفرق هذه المرة هو أن اللواء أشرف ريفي عقد مؤتمرًا صحفيًا في مكتبه بمدينة طرابلس مصطحبًا ملفًا وصفه بأنه يحوي الوثائق والإثباتات التي تدين باسيل، ليس فقط بوصف الفساد، وإنما بأنه الفاسد الأكبر في لبنان، حسب قوله.

وكان ريفي في ذلك يلجأ لما وصفه بمحكمة الرأي العام بعد أن أدانته محكمة وزارة العدل بتهمة القدح والذم في قضية رفعها ضد جبران باسيل.

قوّة التفجير الصوتي في اتهام جبران باسيل بالفساد، تأتي من زاوية أنه صهر الرئيس ميشال عون، وأنه بهذه الصفة سيطر على وزارة الطاقة منذ عام 2008، فكانت –كما تقول الاتهامات– مصدر ثرائه الذي تجاوز المليار دولار. ثم تسلم رئاسة حزب التيار الوطني الحر، وصولًا الى حقيبة وزارة الخارجية والمغتربين، مع طموح بوراثة عمّه (والد زوجته) في رئاسة الجمهورية بالانتخابات القادمة.

تغريدة واكيم عن الصهر

الأسبوع الماضي، أي قبل أيام من المؤتمر الصحفي لأشرف ريفي، خرج رئيس حركة الشعب (الناشط الناصري) نجاح واكيم، على صفحته في تويتر، مطالبًا جبران باسيل بالكشف عن ثروته العقارية الهائلة، فضلًا عن ثروته المالية والنقدية، منتقدًا ما أسماه "تحالف السلطة مجتمعة على نهب المال العام وأملاك الدولة".

وغرّد واكيم بنغمة المصاهرة بين باسيل وعون قاتلًا: الصهر: قُلت ما قُلت... والأمر يتطلب الجرأة والشجاعة"، وكأنه بذلك يستذكر المثل اللبناني الشهير "الصهر بيكسر الظهر".

يوم خرج العمّ عن طوره

إشارة واكيم الى الذي يلقيه النسيب (باسيل) على صهره (عون) من أوجاع الرأس، تستذكر حادثة معروفة في الصحافة اللبنانية تعود الى 11 نوفمبر 2015.

أيامها قام وزير التربية اللبناني إلياس بوصعب، عضو حزب التيار الوطني الذي كان يرأسه ميشال عون، بطرد الإعلامي "جو معلوف" من محطة إذاعية يملكها التيار العوني، على خلفية تساؤل طرحه معلوف عن حجم ثروة الأملاك والعقارات التي يملكها وزير الخارجية جبران باسيل، صهر عون.

وكان عون قد عقد اجتماعًا للتيار شنّ فيه حملة غير مسبوقة على الصحفي معلوف وما يمثّله من إعلام اتهامي ضد "فساد باسيل"، وقال عون إن "لبنان يتخبط اليوم في مزابل ثلاث: سياسية وإعلامية وطبيعية". وفي نفس المنبر توجه الى الصحفي معلوف (دون أن يسميه) بكلام استدعى لاحقًا من تويتر شطب الفيديو.

التسلسل الزمني للتهمة

أول رقم "فضائحي" جرى اتهام باسيل به، كان في صحيفة الديار، التي نشرت في تاريخ 2 شباط 2013 أن ثروة الوزير وصلت إلى مليار دولار، مع توسيع التهمة لتشمل عمه ميشال عون بالقول إنه أعطاه الحرية المطلقة ليتصرف كما يريد، يومها شملت اتهامات الفساد والثراء، ملف الهواتف الخلوية وتلزيم الشركة الصينية هواوي، لكن الاتهامات ظلت دون أسانيد.

وفي غير مناسبة سياسية من التي يتراشق فيها السياسيون والإعلاميون اللبنانيون تهم الفساد، ظلّ رقم المليار دولار عالقًا في الأذهان.

بتاريخ 11 نوفمبر 2016، كانت قصة الإعلامي جو معلوف وبرنامجه "حكي جالس" عن فساد باسيل.

ثم تبرعت صفحة على الفيسبوك بنشر تقرير تحت عنوان "البوبو" الذي أصبح مليارديرًا"، ونشرت تفاصيل وأرقام (بدون معززات) عن مشاريع أخرى اتهمت فيها جبران باسيل بالتربح الهائل من مشروع مقدمي الخدمات الكهربائية، ثم مشروع البواخر التركية التي رفضتها الباكستان وتراخيص شركات إنتاج الكهرباء.

بعض هذه التقارير كان قد نشرها موقع "أولترا صوت" الإخباري في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2015، عرضت فيها أكبر 10 فضائح فساد في لبنان، ومن بينها قضية تمسّ حزب الله، وأخرى تطال بواخر جبران باسيل.

وكان تلفزيون الجديد قد بثّ ما وصفه بأنه حسابات باسيل في المصارف اللبنانية، ليرد عليها باسيل "بأنه مُستعدّ لأن يُقدم أرقام وأرصدة هذه الحسابات لمن يريد".

وبتاريخ 4 أيار/ مايو 2018 نشرت جريدة النهار اللبنانية تفاصيل من تراشق إعلامي قبيل الانتخابات، أشعل جبهة تسريبات فضائحية شارك فيها التيار الوطني (باسيل) والقوات اللبنانية سمير جعجع، وحركة أمل حسن الخليل.

حديث الفساد سلاح سياسي بيد باسيل

النقلة النوعية التي حصلت في موضوع "الفساد" كسلاح سياسي بين الزعماء والقيادات الطائفية، حصلت مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، عندما عقد جبران باسيل مؤتمرًا صحفيًا لإطلاق حملة "التيار ضد الفساد".

في المؤتمر تساءل باسيل "هل يكفي أن نكون (في حزب التيار) غير فاسدين؟ مشددًا بعد ذلك على أن مكافحة الفساد هي مقاومة سياسية بكل معنى الكلمة"، وفي ذلك ربط التيار مع حزب الله بآلية مقاومة سياسية يراد منها استخدام ملفات الفساد (بغض النظر عن دقتها) في معركة تصفيات الخصوم.

موضوع نجيب ميقاتي

جرى توظيف هذا "السلاح" في أكثر من مناسبة كان أشهرها ملف رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، وهو الملف الذي تحوّل الى تصنيفات طائفية، باعتبار ميقاتي من زعامات السنة المحسوبة على تفريعات تيار المستقبل.

وجاء الملف الذي فتحه هذا الأسبوع اللواء أشرف ريفي ووصف فيه باسيل بأنه "الفاسد الأكبر في الدولة والحكم"، ليدفع بعجلة الحديث عن الفساد بدورة جديدة قوية، كونه تضمن تفاصيل قال ريفي إنها موثقة.

وتحدث عن قضية بواخر الكهرباء التي وصفها بأنها بواخر جبران باسيل، حيث أنفق عليها أكثر من 36 مليار دولار، كما تحدث عن تلزيم للسدود المائية بعقود مثيرة للشبهات، ثم ضريبة القيمة المضافة في موضوع تلزيم معمل دير عمار 2، وقضية سعر أراضٍ جرى تلزيمها لإنشاء معمل كهربائي، إذ كانت القيمة 200 مليون دولار ثم تراجعت إلى 30 مليون دولار.

وفتح ملف اللواء ريفي موضوع الأموال الإيرانية الذي قال إن التيار الوطني وحزب الله تقاسما فيها التغطيات السياسية والأموال، لكن  هذه الملفات جميعها لم تأخذ حتى الآن طريقها الادعائي المتكامل في التقاضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com