فلسطين.. تاريخ عريق مجبول بطين الأرض
فلسطين.. تاريخ عريق مجبول بطين الأرضفلسطين.. تاريخ عريق مجبول بطين الأرض

فلسطين.. تاريخ عريق مجبول بطين الأرض

اتسمت الحياة في فلسطين بالماضي بالحياة الريفية البسيطة، حيث كانت تبنى الكثير من البيوت من كتل الطين، ما يضفي على الريف الفلسطيني طابعا فريدا من نوعه.

و يقول المؤرخ فطين مهنا "في المناطق الساحلية من فلسطين شاع بناء المنازل المشادة من حجارة «طابوق» إسمنتية تصنع في قوالب خاصة، أما في المناطق الجبلية فشيدت المنازل من حجارة تستخرج من محاجر في الجبال ، مبيناً أن أسقف البيوت كانت تصنع من الأخشاب وأغصان الأشجار وفوقها طبقة من الطين الممزوج بالقص.

و كانت الدار تتخذ الشكل المستطيل، وتبنى الغرف على أحد أضلاعه، وتتوسط الدار ساحة مكشوفة تسمى صحن الدار و تستخدم في عدة أغراض.

و يبين مهنا في داخل بعض الغرف كانت توجد في أحد الجدران ما يشبه الخزانة دون أبواب وإنما تستخدم ستارة من القماش لحجبها، ويطلق عليها " يوك " و تستخدم لحفظ فرش النوم، حيث كان معظم الناس ينامون على الأرض.

وتابع مهنا، أن بعض الناس كانوا يبنون غرفة فوق إحدى غرف الدار تسمى " علّية "وتستخدم للنوم صيفاً أو تستعمل كصالة لاستقبال صاحب الدار زواره من الرجال، ويمكن صعود "العلية" بوساطة درج بسيط يسمى "سلملك" ، ومن أجل الحماية، كان يوضع عليه درابزين، والذي كان يطلق عليه "حضير" ، وكان أثاث البيت بسيطاً للغاية، ويتألف من البسط الصوفية بالشتاء، والبسط القطنية في الصيف.



و يتابع "في غرف النوم كانت تضع ربة البيت صندوقها الخشبي المزخرف الذي صنع لها بمناسبة زواجها لتضع فيه ملابسها، و مجوهراتها وعطورها" .

و عن غرفة الضيوف بالماضي يكشف مهنا أنها كانت تفرش أرضيتها بالبسط أو السجاد، وعلى جوانبها كانت توضع حشيات من القطن و مساند محشوة بالقطن اليابس أو القطن المضغوط أو الملابس القديمة، و كانت تزين بالزخارف، أو بآيات قرآنية، وكان من يدخل إلى غرفة الجلوس يخلع حذاءه عند عتبة الحجرة ثم يجلس على حشية من حشيات القطن، وفي الشتاء كان " كانون النار" جزءاً من مكونات حجرة الضيوف.

وفي فصل الصيف يبين مهنا أن كثيراً من الناس كانوا يبنون في ساحة الدار عريشاً من الخشب، ويغطى سقفه بسعف النخيل أو بأوراق العنب المزروع من حوله، وفي وسط الدار كان يُبنى خزان أسمنتي صغير يسمى «بُتيِّة» لخزن المياه التي يستخدمها أهل الدار، أما الزير فكان يوضع في مكان ظليل، ويخصص للشرب فقط، وفي بعض البيوت كانت تحفر آبار للحصول على المياه الجوفية، وبعضها كان يستخدم لتجميع مياه الأمطار وتخزينها.



و يتابع أن "الطابو " كان يوجد في أغلب المنازل وهو عبارة عن أفران طينية لصنع الخبز تصنع من الطين، وتبدأ عملية صنع الخبز بجمع الوقود أو الحطب ، وتشعل النار في الفرن ، وقبل وضع عجين الخبز في الفرن تقوم المرأة بتنظيف أرضية هذا الفرن.

و عن "الطاحونة" يكشف مهنا بأنه كانت متوفرة بكل منزل قديماً و هي تستخدم لطحن الحبوب.

وما بين ما ذكره المؤرخ مهنا وما يتذكره المعمرون الفلسطينيون، بما كانت تزخر به الحياة في فلسطين، تاريخ عصيّ على النسيان، وحضارة باقية كما الأرض المحتلة، لتأتي الفكرة ..."فلسطين وطن في غنى عن أي اعتراف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com