الدورة 14 الأسوأ في تاريخ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
مراكش - سيتذكر الجميع الدورة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي أسدلت ستارها يوم السبت 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيتذكرها الجميع باعتبارها الأسوأ في تاريخ المهرجان منذ دورته الأولى عام 2001.
مهرجان أولى اهتماما للجزئيات على حساب الإرث السينمائي، ولولا حضور النجم المصري عادل إمام والإنجليزي جيريمي أيرونز، يومي الافتتاح، ولولا استعطاف قدوم النجوم من الهند لأنهم الوحيدون القادرون على ملء واجهة مدخل المهرجان وحشر المزيد من الجمهور في ساحة جامع الفناء، فإن المهرجان كان سيعيش كارثة حقيقية، بعد أن سجل غيابا تاما للجمهور، خاصة ثالث أيام المهرجان، أي يوم تكريم الممثل والمخرج الأمريكي "فيغو مورتنسن" ويوم تكريم "السينما اليابانية" بعد أن مر الاثنان على بساط شبه خال تماما.
المهرجان هذه السنة قام بتهميش الفنان المغربي "صاحب الدار" ولم توجه إليه الدعوة، ووجهت لوجوه غير معروفة وأخرى لا تنتمي إلى عالم الفن السابع، وهو ما أدى إلى عزوف الجماهير عن الحضور.
ولعل ما أفاض الكأس هي ليلة الختام، أي بعد الإعلان عن الفائزين بالجوائز. وخلافا لتوقعات النقاد والجمهور الذين رشحوا فيلم "نباط" لمخرجه "الشين موسى أغلو"، للظفر بإحدى جوائز المهرجان، وخاصة بطلته الممثلة الإيرانية فاطمة معتمد أريد، إلا أن لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها ثلاثة فرنسيين، تترأسهم ايزابيل هوبير كان لها رأيا آخر. إذ اختارت منح جائزة أحسن ممثلة للفرنسية "كلوتيد هيسمي"، عن فيلم "آخر ضربة بالمطرقة" للمخرجة أليكس دولابورت، وهو الفيلم الذي لم يسترع أي اهتمام نقدي أو جماهيري.
اختيارات لجنة التحكيم وصفها عدد من النقاد وصناع السينما بالفاشلة، واعتبروا أن التوجه الفرنكوفوني لأعضاء اللجنة همّش أفلام سينما أذربيجان وكوريا الجنوبية وإيران ومصر لصالح أخرى.
ما سجله المهرجان من فشل ذريع هذه السنة بسبب سوء التنظيم والارتجالية والفوضى، يدعو إلى ضرورة البحث عن صيغة جديدة لإنقاذ ما تم بناءه على مدى أربعة عشر سنة، سواء على مستوى البرمجة أو استقطاب النجوم أو اختيار نوعية الأفلام المشاركة والأهم التخلص من الهيمنة الفرنسية التي تجثم على أوصال المهرجان ممثلة في مديرة المهرجان "مليتا توسكان دي بلانتي" ومديره الفني "برونو بارد" وإسناد المهرجان إلى الكفاءات المغربية لإدارته.
