دراسة: الحدوتة لن تنقرض
كشفت الباحثة في التراث الشعبي نشوى محمد شعلان في كتابها "الحدوتة وسيلة اتصال" والصادر حديثاً عن هيئة قصور الثقافة، أن الحدوتة في طريقها للانقراض بسبب انتشار وسائل الاتصال الحديثة على اختلاف أنواعها وكثرة المتعلمين من ناحية وانتشار أفلام الكارتون والرسوم المتحركة التي جذبت انتباه الطفل واكتسب من خلالها مجموعة من السلوكيات والألفاظ والمعارف والقيم التي تميل للطابع الحضاري، وتضاؤل التناقل الأسري أي انتقال الحدوتة من الأجداد أو الآباء إلى الأبناء والأحفاد ، فتخلى كبار السن عن دورهم في حكي القصص والحواديت للأطفال نظراً لضيق الوقت وتغير إيقاع العصر.
ومع ذلك، ترى الكاتبة أن الحدوتة تظل وسيلة اتصال جمعي بين أفراد الجماعة من خلال الرواية والتي تلعب دور المرسل من خلال المشافهة في نقل نص الرسالة "الحدوتة" وما تحمله من قيم ترغب الراوية في إرسائها في ذهن المتلقي " الطفل"، بل وتحرص الراوية على معرفة مدى استيعاب الطفل للقيم التي تحويها الحدوتة من خلال ما يعرف برجع الصدى الذي يتمثل أحياناً في ردة فعل الطفل من خلال سؤاله عما سيحدث من أحداث بعد ذلك .
وكشفت الدراسة أن السنوات الأولى من عمر الفرد هي المكون الأول لشخصيته والتي تتحدد فيها خصائصه الفردية والاجتماعية إلى حد كبير .
كما تسعى الدراسة إلى توجيه نظر القائمين على إعلام الطفل إلى وجود تراث متجدد يمكن من خلاله بث قيم أخلاقية واكتساب الكثير من المعتقدات والتقاليد.
