عزت عمر يدرس "العنف" في الخطاب الروائي
عزت عمر يدرس "العنف" في الخطاب الروائيعزت عمر يدرس "العنف" في الخطاب الروائي

عزت عمر يدرس "العنف" في الخطاب الروائي

صدر حديثا، ضمن سلسلة كتاب دبي الثقافية لشهر ديسمبر الجاري، كتاب " ظاهرة العنف في الخطاب الروائي العربي" للكاتب والناقد السوري المقيم في الإمارات عزت عمر.

ويؤكد المؤلف أن ظاهرة العنف متجذرة منذ العصور السحيقة إذ تناولته " ملحمة الخلق البابلية " التي تعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد، حيث كتبت بهاجس السؤال عن البدايات الأولى للبشرية، وارتباط البشر بالآلهة المتصارعة على الحكم ، ولم تر بداً من استخدام العنف المفرط على شكل حروب شاركت فيها قوى كثيرة توزعت ما بين البشر والكائنات الأسطورية، فقتلت الآلهة الشابة الأب لإزالة النظام القديم وذبحت الأم " تعامة"؛ لأن إقامة النظام الجديد تتطلب إراقة الدماء.

أما على صعيد الروايات العالمية فيحضر العنف مؤثراً في بنيتها، وفي الوقت نفسه يرتبط بالصراعات السياسية والحضارية في تلك المجتمعات مثل : دون كيخوته، والديكاميرون ، ثم الرواية الروسية في القرن التاسع عشر.

وفي العالم العربي يرى الكاتب تنامي ظاهرة العنف في الشارع العربي ويحكمها المنطق الاجتماعي الساعي إلى التحرر غالباً ما ينزاح عن منطق الأسطورة نحو المعنى الاجتماعي المصطلح عليه ذكورياً والمسمى بـ" العرف " الذي يمكن أن يكون أقسى وأعنف من مؤسستي القضاء والأمن السلطويتين ، مثل الأخذ بالثأر أو الانتقام من عدو.

ويرصد نجيب محفوظ في روايته " بداية ونهابة " إلزام الضابط " حسنين " أخته " نفسية " بخيار الموت قتلاً أو انتحاراً ، ولكن قبل هذا الإلزام يرصد محفوظ امتثال هذا الضابط لقيم المجتمع ، فتتحول نفيسة خلال لحظات من ملاك إلى شيطان،أو من الطهر إلى الدنس .فتقول لأخيها : "إن ما ورائي في الحياة أفظع من الموت " أي سيكون العقاب من المجتمع عنيفا، وأن الموت بكل بشاعته قد يكون رحمة لها من العنف الذي ستلقاه.

كما تناول المؤلف العلاقة الجدلية بين المثقف والسلطة ، فهو معها وإلى جانبها، وهو في الوقت نفسه ضدها: " ضروري من أجل إنقاذها في حالة الثورات العامة، وكذلك من أجل تكريس غضبها على الآخرين والرد بعنف على كل ممن تسول له نفسه إزاحتها".

وانتقدت رضوى عاشور في روايتها " فرج " كيفية شراء ذمم المثقفين وتوظيفهم ضمن الجهاز القمعي الاستبدادي كما في رواية " المترجم الخائن " لفواز حداد .

فيما تعد رواية " يالو " لإلياس خوري من الروايات العربية القليلة التي تناولت ظاهرة العنف السياسي، وانعكاسها على الإنسان كفرد ينبغي عليه الخضوع لمشيئة المؤسسة شاء أم أبى ، حيث يظهر " يالو " مصلوباً في غرفة التحقيق أو التعذيب ومحقق يسعى إلى انتزاع الاعترافات منه لكي يورطه في قضية تفجيرات إرهابية شهدتها بيروت واتهم فيها عملاء الموساد الإسرائيلي.

كما قدم جمال الغيطاني شخصية " الزيني بركات " كشخصية بوليسية قامعة يرتقي سريعاً حتى يصل إلى منصب الحسبة ، فيمارس العنف ضد الشعب لإرضاء السلطان ، وكلما ظلم الشعب أكثر ارتقى في سلطاته ، وتمكن من فرض سيطرته حتى بات نائباً للسلطان.

وفي رواية " عمارة يعقوبيان " نرصد العنف من سكان العمارة ضد الشاب البسيط الذي تم استبعاده من الالتحاق بكلية الشرطة نظراً لانتمائة إلى الطبقة الدنيا من المجتمع ، فيرتمي في أحضان الجماعات الإرهابية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com