تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي مع تركيا.. ما علاقة حركة النهضة؟

تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي مع تركيا.. ما علاقة حركة النهضة؟

أثار تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي مع تركيا، في الآونة الأخيرة، جدلًا في الساحة التونسية، حول طبيعة العلاقة الاقتصادية بين تونس وتركيا، وسط دعوات لمراجعة هذه العلاقة.

ورأى مراقبون، تحدّثوا لـ"إرم نيوز"، أنّ المبادلات التجارية بين تونس وتركيا أصبحت تمثّل "إرباكًا وإنهاكًا" للاقتصاد التونسي، بعد "اختلال" التوازن بين الواردات والصادرات لفائدة الجانب التركي، ما جعل عددًا من المختصّين يطالبون بضرورة مراجعة الاتفاقيات التجارية بين البلدين، للحد من "نزيف" الواردات.

وتكشف المعطيات والمؤشرات الرسمية عن تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي مع تركيا، بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها تونس لتقليصه.

وتحول النقاش حول اتساع العجز التجاري إلى سجال سياسي، وجهت فيه الاتهامات إلى الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة؛ بسبب العلاقة العقائدية التي تربطها مع النظام الحاكم في تركيا، وأيضًا بسبب التبعية الاقتصادية والسياسية له من خلال نصرة المنتج التركي على حساب المنتج المحلي .

وحيال ذلك، أوضح الخبير الاقتصادي، رضا الشكندالي، أنّ "تونس سجلت ارتفاعًا غير مسبوق في عجزها التجاري في بداية عام 2019 ، قُدّر بحوالي 140 مليون دولار".

وقال الشكندالي لـ"إرم نيوز ": "اللافت في ارتفاع العجز التجاري أنّ تركيا قفزت من المرتبة الرابعة إلى المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تعاني تونس عجزًا تجاريًا معها ".

ونوه إلى أن "العجز التجاري مع تركيا تفاقم، بالرغم من أنّ قانون المالية لسنة 2019 تضمن رفعًا للضرائب الجمركية على البضائع التركية"، مشددًا على أنّ "رفع الضرائب الجمركية لا يمكن أن يكون سلاحًا فعّالًا وناجعًا للتقليص من العجز التجاري ".

بدوره، أكد رئيس الجمعية التونسية للحوكمة، معز الجودي، أن "عجز الميزان التجاري مع تركيا وصل إلى مستوى قياسي جعل تونس تستورد أكثر مما تصدر".

ولفت إلى أن "تونس تستورد من تركيا بضائع ليست لها قيمة مضافة، ويمكن إنتاجها في تونس"، منوهًا إلى أن "هذا الأمر يثير نقاط استفهام عدة".

واستنكر الجودي، في حديث لـ"إرم نيوز"، ما قال إنه "توظيف العلاقات السياسية بين نظام أردوغان وإخوان تونس، ومحاباة تركيا ومنحها الأفضلية في المبادلات التجارية"، مشيرًا إلى أن "تعميق عجز الميزان التجاري مدفوع بالمصالح السياسية الضيقة ".

ودعا الجودي إلى "ضرورة حماية مصلحة تونس من خلال استيراد البضائع بأسعار أقل مما يتم استيراده من تركيا".

من جانبه، شدد الكاتب السياسي، باسل ترجمان، على أنّ "التحالف القائم بين حركة النهضة الإسلامية ونظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يقف وراء وصول عجز الميزان التجاري مع تركيا إلى مستويات قياسية".

وأشار ترجمان، لـ"إرم نيوز"، إلى أنّ "إخوان تونس لا يمانعون في دعم الاقتصاد التركي على حساب الاقتصاد التونسي"، مشددًا على أنّ "انعكاسات هذا التوجه ستكون شديدة الخطورة على تونس".

وقال: إنّ "ما حصل يمكن اعتباره غزوًا تجاريًا تركيًا لتونس"، مشيرًا إلى أن "تركيا تسببت بإفلاس عدد كبير من الشركات التونسية، وأنّ هذا المخطط بدأ منذ فوز حركة النهضة بالانتخابات".

ورأى ترجمان أن "الارتماء في الحضن التركي له ثمن باهظ، وأن الغزو التركي للأسواق التونسية يتسبب في إغلاق عشرات الشركات سنويًا، وتدمير الاقتصاد التونسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com