"تريندات" الإثارة والفضائح تفرض نفسها في الواقع المصري
"تريندات" الإثارة والفضائح تفرض نفسها في الواقع المصري"تريندات" الإثارة والفضائح تفرض نفسها في الواقع المصري

"تريندات" الإثارة والفضائح تفرض نفسها في الواقع المصري

أعرب خبراء علم نفس واجتماع عن استيائهم من تصدر آخر أخبار الإثارة والتشويق، المتعلقة بالقضايا والأحداث الفرعية، للمشهد "تريندات" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

يأتي ذلك في ظل غياب البحث والاهتمام بشأن القضايا المصيرية والسياسية، أو قرارات وخطوات الحكومات، سواء في مصر أو الوطن العربي بشكل عام خلال الفترة الماضية.

وبالنظر للحالة المصرية تحديدًا، شهدت الفترة الماضية سيطرت أجواء فضائح المشاهير، أو ظهورهم بشكل مثير، أو قضايا اجتماعية فرعية على "التريندات" و"محركات البحث".

ولعل هذا ظهر واضحًا في تصدر الفنانة رانيا يوسف المشهد بـ "أزمة الفستان الشفاف"، ثم المخرج خالد يوسف وعلاقته بفنانين آخرين مثل منى فاروق وشيما الحاج، إلى جانب علاقة عمرو دياب ودينا الشربيني.

يضاف لذلك الانشغال بالحرب الدائرة بين الإعلاميين والفنانين ببعضهم البعض، منهم ريهام سعيد وسما المصري وتامر أمين، حتى وصلت إلى حرب المطربين الشعبيين "مجدي شطا وحمو بيكا".

وبالانتقال إلى جوانب أخرى، سيطرت تحركات اللاعب الدولي محمد صلاح نجم نادي ليفربول الإنجليزي على المشهد بشكل كبير، ثم الحروب الدائرة بين أندية كرة القدم، والتصريحات الهجومية المثيرة لرؤساء الأندية وبعضهم البعض، إلى جانب تصدر أحداث سيطرت على المشهد مثل "طفل البلكونة"، وغيرها من القضايا، في ظل غياب البحث والاهتمام بالقضايا المصيرية سواء المصرية أو العربية.

في هذا الصدد، قالت أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر، سوسن فايد: إن سيطرة مثل هذه القضايا على المشهد خلال الفترة الأخيرة، خاصة من قبل الشباب الأكثر استخدامًا للتكنولوجيا، هو تعبير واضح عن الفراغ الفكري والثقافي- بحسب قولها، مشيرةً إلى انحدار مستوى الثقافة والوعي بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

وأضافت فايد في حديثها لـ "إرم نيوز" أن سيطرة المكاسب الشخصية للترويج لفنانين أو شخصيات معروفة بافتعال أحداث، أو افتعال الشخصيات للأحداث نفسها للعودة للمشهد أصبح هو السائد، في ظل شركات تسعى لتحقيق مكاسب إعلانية من خلال نسبة المشاهدة للصور أو الفيديوهات أو العناوين المثيرة، خاصة في قضايا تثير حب استطلاع الشباب عبر المواقع.

من ناحيته، قال أستاذ الطب النفسي المصري، جمال فرويز، إن قضايا الجنس والمثلية والإثارة والفضائح سيطرت على المشهد؛ لأن النخبة فشلت في توجيه الأنظار للقضايا الرئيسية، مضيفًا: "كل المشاكل سببها غياب الوعي والثقافة سواء مشكلات المخدرات أو العنف الأسري، أو الجنس أو المثلية الجنسية، أو الإلحاد أو زنا المحارم، والإعلام فشل في دوره على مدار عقود مضت في تصحيح الأخطاء والمفاهيم".

وتابع أنه من غير المقبول سيطرة هذه الأمور على المشهد، مطالبًا بحتمية وضع الثقافة كقضية أمن قومي خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذي أشار فيه إلى تصدر القضايا السياسية للمشهد عقب ثورة 2011 ولسنوات بعدها، ثم اختفت هذه القضايا عن الساحة، وتقليل البرامج الحوارية "التوك شو" أيضًا، لنجد سيطرة برامج الطبخ والمكياج وأخبار الفنانين.

ويتفق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في مصر، سعيد صادق، مع الرأيين السابقين، حيث يشير إلى أن الأمر يعود لانحدار الثقافة من ناحية، ولحالة الإحباط التي يعاني منها الشباب بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وعدم تحقيق أمنياتهم بالشكل الذي خرجوا من أجله، وبالتالي تم الانشغال بالقضايا الاجتماعية الأخرى.

وتابع: "هناك من المشاهير من يفتعل الأزمة، أو يطلق الشائعات على نفسه للترويج لنفسه ولتفكير الجمهور به والمنتجين، للعمل في مسلسل رمضاني أو فيلم قادم".

وشدد صادق على أن ما يحدث الآن يعبّر عن خطورة شديدة في ظل حروب الجيل الرابع الحالية، واستغلال حالة الفراغ الفكري والثقافي بشكل أكثر سوءًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com