"فيوري".. نجاح لافت رغم تكريس "الصورة النمطية"
"فيوري".. نجاح لافت رغم تكريس "الصورة النمطية""فيوري".. نجاح لافت رغم تكريس "الصورة النمطية"

"فيوري".. نجاح لافت رغم تكريس "الصورة النمطية"

يتواصل عرض الفيلم الأمريكي "فيوري" للشهر الثاني على التوالي، محققا أعلى الإيرادات لاسيما بعد عرضه، مؤخرا، في مهرجان لندن السينمائي.

ولا يخرج "فيوري"، كثيرا، عن الصورة النمطية للأفلام الامريكية من حيث الفكرة التي تتضمن صورة البطل الأمريكي الخارق، الذي لا ترهبه، ولا تقف في وجهه أية قوة، ويستطيع الخروج من كل المعارك منتصرا، ولا يناله سوى خدوش طفيفة، فيما يغرق عدوه بالدماء.

Fury أي الغضب، هو فيلم حربي أنتج الشهر الماضي، وهو من بطولة براد بيت، وشيا لابوف، ولوجان ليرمان، وجون بيرنثال، ومايكل بينا، وجايسون إسحاق، وسكوت إيستوود، وهوم من إخراج وتأليف ديفيد آير.

الفيلم يقدم صورته النمطية من خلال البطل العنيف/ الرقيب واردادي (براد بيت) قائد الدبابة (فيوري) الذي يظهر قائدا عسكريا عركته الحروب، ويبدأ ذلك منذ اللقطة الأولى التي تبين تربصه بفارس ألماني والانقضاض عليه وذبحه، والاستيلاء على سلاحه ثم إطلاق حصانه. أي نمط البطل الذي يقتل العدو، دون رحمة، ويرأف بالحيوانات، ويحررها بكل نبل وطيبة قلب!

العمل يقوم على قصة رئيسية تتجلى بصمود القوات الأمريكية في وجه العدو الألماني، وتقع أحداثه خلال الشهر الأخير في المسرح الأوروبي للحرب العالمية الثانية في نيسان/ أبريل من العام 1944. حيث يقوم الحلفاء بآخر هجوم لهم إلى داخل ألمانيا النازية.

وتتواصل ثيمة الصمود والشجاعة طوال مدة الفيلم (134 دقيقة) من خلال أبطال الدبابة "فيوري" المؤلف من 5 أفراد في مهمة مميتة خلف خطوط العدو، وبقيادة الرقيب واردادي.

وفي قصة موازية، للقصة الرئيسية/الصمود، تظهر علاقة قائد الدبابة بالجندي الشاب نورمان أليسون (لوغان ليرمان)؛ الشاب الذي جند في الحرب بوظيفة "طابع" ولم يتلق التدريب العسكري اللازم، لكن تجره الظروف ليحل مكان مساعد سائق الدبابة بعد مقتله، فيرعاه القائد، ويحرص على تدريبه النفسي والميداني بكل قسوة، كما هي كل حالات الرعاية والتدريب من المعلم/ القائد في أفلام هوليوود.

وتتجلى القسوة في التدريب حد إجبار التلميذ/الجندي على قتل ضابط ألماني، ورغم الرفض القاطع من الجندي، إلا أن الرقيب/المعلم، يفرض عليه ذلك، فيضربه، ثم يمسك به، ويضع المسدس في يده وأصبعه على الزناد ليضغط عليه لإطلاق الرصاصة التي تقتل الأسير الألماني، ويتم ذلك وسط إعجاب الجنود بالتدريب القاسي، والتهكم على الجندي الغر.

بعد ذلك، يؤتي التدريب ثماره، فيشتد عود هذا الجندي سريعا، حيث تعلو ردة فعله على الإصابات التي تلحق برفاق السلاح، فيطلق الرصاص بكثافة على العدو، وهو يشتم النازيين ويسبهم بأقذع الألفاظ، وعلى طريقة الرقيب/المعلم.

ولم يغفل الفيلم، الجوانب الرومانسية التي يفرضها القالب النمطي، لإظهار الوجه الإنساني للبطل الأمريكي، حيث يدافع القائد القاسي، عند اقتحام بيت ألماني، عن المرأتين الألمانيتين، ولا يسمح لأفراد فرقته بالنيل من كرامتهما أو التطاول عليهما.

ومع تصاعد القتال، واستبسال أفراد "فيوري" في المواجهات، تواصل النمطية، فرض نفسها؛ بقرار تلبية جميع الطاقم لنداء الواجب العسكري والضمير الحربي، والنَفَس القتالي، فيخوضون، ببسالة أسطورية، حربا غير متكافئة مع كتيبة ألمانية، أي يقاتل 5 أمريكيين مئات الجنود النازيين، ولا يموتون، إلا وقد أثخنوا العدو بالجراح، وأيضا، ينجو أحد الأبطال، وهو هنا الجندي الصغير أليسون. ولعل في هذا رسالة تفيد بانتقال البطولة من الجيل المخضرم إلى جيل جديد.



النجم العالمي براد بيت قال في مؤتمر صحفي قبيل العرض في مهرجان لندن: "الحرب جحيم ... إن الفيلم يعبر عن الصدمة النفسية المتراكمة التي يحملها أي جندي يشترك في حرب".

وأسدل عرض "فيوري" ستارة فعاليات الدورة 58 لمهرجان لندن السينمائي الدولي، الذي خطف فيه براد بيت الأضواء من كل النجوم الحاضرين، بالنظر إلى التزايد اليومي في زيادة أعداد المشاهدين، للعمل الذي ما يزال يحقق نجاحا، رغم عدم خروجه عن الصورة النمطية للفيلم الأمريكي.



الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com