"العونة".. تقليد فلسطيني تتوارثه الأجيال وتعززه الجمعيات
"العونة".. تقليد فلسطيني تتوارثه الأجيال وتعززه الجمعيات"العونة".. تقليد فلسطيني تتوارثه الأجيال وتعززه الجمعيات

"العونة".. تقليد فلسطيني تتوارثه الأجيال وتعززه الجمعيات

رغم مرور الزمن، وتبدل الأجيال، واقتحام التكنولوجيا للبيوت الفلسطينية، تعتبر "العونة" من التقاليد الفلسطينية القديمة التي ما زالت تفرض نفسها على العلاقات بين الفلسطينيين حتى يومنا هذا.

وترتبط "العونة" أو "العوانة" عادة بموسم قطاف الزيتون، الذي بدأ في 1 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وما زالت القرى الفلسطينية تحافظ عليها وتمارسها بسرور كبير، باعتبارها ظاهرة تطوعية تُذيب الفوارق الاجتماعية بين طبقات المجتمع الفلسطيني.

وتتمثل "العونة" في أن يقوم أشخاص بمساعدة جيرانهم أو أقاربهم الذين لم ينتهوا بعد من قطف ثمار الزيتون، ولا تحتاج "العونة" -وهناك من يسميها "الفزعة"- إلى دعوات بل تقوم على المبادرة الفردية.

وقال مدير زراعة سلفيت، إبراهيم الحمد، في حديثه لـ"إرم": "العادة لم تصل لمرحلة الانقراض بعد، ما زال الكثير يمارسونها"، لافتا إلى "خطوة جميلة من قبل المؤسسات والجمعيات، تتمثل في تجميع أعداد من المتطوعين الشباب لمساعدة الأهالي في القرى الفلسطينية على قطف الزيتون، وبذلك يعززون أهميه هذه العادة".

واشتق مصطلح "العونة" من التعاون، كما أن الفلسطينيين يخاطبون بعضهم قائلين: "هات نعاونك في تلقيط أو جد الزيتون".

وما زال موسم الزيتون يحمل خصوصية جميلة في فلسطين، حيث يصفه البعض بـ"الكرنفال"، كما ينتظره الفلاحون بفارغ الصبر ليقطفوا ثمار تعبهم وجهدهم.

وإلى جانب "العونة"، هناك عادات وطقوس أخرى اعتاد عليها الفلسطينيون خلال قطف الزيتون، ومنها وفق الحاجة سعدية عمر من سلفيت "الجروعة".

وتنتشر "الجروعة" بين الفلاحين الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون، وهي عبارة عن قيام الجد أو الجدة أو صاحب "كرم الزيتون" بإعطاء الأطفال كمية من الزيتون المقطوف كأجر لهم على العمل الذي قاموا به، وتكون "الجروعة" في نهاية موسم قطف الزيتون.

هناك أيضا عادة "البعارة"، وهي إحدى الطقوس الفلسطينية القديمة التي ما زالت موجودة حتى وقتنا الحاضر، و"التبعر" هو عبارة عن جمع حبات الزيتون التي تركها الفلاحون على الأشجار أو على الأرض.

ومن العادات الرائجة في موسم قطف الزيتون، انتشار مواقد النار على طول الجبال والكروم المزروعة بأشجار الزيتون، حيث تستخدم في تحضير الشاي والقهوة وطهو الطعام.

وينتشر خلال هذا الموسم أيضا، إعارة الدواب وتجهيز العتاد الخاص بقطف الزيتون، وانتشار أغنيات خاصة بهذا الموسم تغنيها الجدات مثل أغنية "يا اخوتي يا ولاد عمي".

وفي سياق متصل، توقع مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني، فياض فياض، أن يبلغ متوسط إنتاج العام الجاري من زيت الزيتون بين 13 - 15 ألف طن في الضفة الغربية، ونحو 3000 طن في قطاع غزة.

ويبلغ عدد أشجار الزيتون المزروعة في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 27 مليون شجرة زيتون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com