الأزمة السورية تحرم النازحين أبسط مقومات الحياة
الأزمة السورية تحرم النازحين أبسط مقومات الحياةالأزمة السورية تحرم النازحين أبسط مقومات الحياة

الأزمة السورية تحرم النازحين أبسط مقومات الحياة

حلب - أعادت الحرب المستمرة في سوريا منذ 4 سنوات، حياة بعض النازحين، إلى ما يشبه العصور الوسطى، نتيجة تبعثرهم بشكل عشوائي في خيم مهترئة، وحياة لا تليق بشروط القرن الحادي والعشرين.

وأجبرت عمليات القصف التي يقوم بها النظام السوري - على المناطق التي خرجت عن سيطرته - المواطنين على البحث عن أي مكان يقيهم حمم القذائف، والموت الذي تحمله لهم البراميل المتفجرة.

ودفعت الأزمة أكثر من 6 عائلات من مدينة حلب - أغلبهم من الأطفال والنساء - إلى النزوح في خيم عشوائية لا تناسب الظروف الدنيا للنزوح، وتقع في منطقة "سجو"، بالقرب من الحدود مع تركيا، الأمر الذي انعكس على الأطفال وأجبرهم على العمل في ظروف صعبة.

من ناحية أخرى، يضطر الأطفال في هذا المخيم المتواضع جدا، للعمل في جمع "مخلفات العبوات المعدنية"، من أجل بيعها، في ظروف لا تناسب أعمارهم، في الوقت الذي يتوجب فيه أن يكونوا على مقاعد الدراسة، أو مدن الألعاب.

ودفعت الحاجة الماسة لهذه العائلات النازحة، إلى عمالة الأطفال في جمع المخلفات وبيعها، في مسعى منهم لتأمين المال اللازم لشراء الطعام والشراب والدواء، مما دفعهم إلى اللجوء لمكبات القمامة، والبحث عما يمكن بيعه من المخلفات.

ومع اقتراب فصل الشتاء، تستمر معاناة العائلات، إذ بدت الخيم غير مناسبة أو مهيأة لاستقبال موسم ماطر وبارد، وخصوصا أن ساكنيها يقيمون في أرض يمتلكها شخص يطلب منهم مغادرتها بأسرع وقت ممكن، لأنها أرض زراعية.

وقالت الحاجة أم أحمد - أكبر نازحة في هذه العائلات، وفقدت كثيرا من أفراد عائلتها نتيجة قصف الطيران التابع للنظام - إنهم "ذهبوا إلى مخيمات النازحين في باب السلامة، إلا أن شبح الواسطات لاحقهم إلى هناك فلم يقبلوا فيه، فيما كان طلبها الوحيد هو الحصول على خيمة فقط لا غير".

وأضافت الحاجة أنها "نزحت إلى أكثر من منطقة، هربا من القصف، من بينها (تل أيوب، والصناعة، وسد الشهباء، واحتيملات)، قبل أن ينتهي بهم المطاف إلى هذه الأرض المملوكة من قبل شخص آخر".

وأشارت إلى أن "الجوع قاتل"، والمطر سيهطل عليهم قريبا، ناهيك عن المياه التي ستتجمع وتتسبب بالأوحال في المكان الذي يجلسون فيه.

ولم يغب الأمل عن الحاجة، رغم الألم الذي تعاني منه هي وأفراد العائلات المقيمين معها، مستبشرة بأن "الله قادر على تغيير أي حال سيء لأفضل بطرفة عين، حيث فقدت 13 شخصا، شبابا ونساء، من أفراد عائلتها بحاوية متفجرة، وليس ببرميل متفجر كما جرت العادة"، متمنية بالقول "ياريت (ليته) كان برميلا".

وشددت على أنها "مريضة وليس لديها أي مال لشراء الدواء، إذ تعاني من أوجاع كثيرة نتيجة عدد من الأمراض، منها حصاة في الكلية، وارتفاع السكر"، مؤكدة أن "الله قادر على من تسبب بحالهم هذا".

كما ناشدت الحاجة القائمين على المخيمات "بالاهتمام أكثر بأوضاع النازحين، والعمل على تحسين ظروف نزوحهم، وتأمين الخيم المناسبة، خصوصاً وأن فصل الشتاء قد حل، والبرد الشديد يطرق الأبواب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com