دراسة لباحثة عراقية تؤرخ لحياة مانديلا ودوره السياسي
دراسة لباحثة عراقية تؤرخ لحياة مانديلا ودوره السياسيدراسة لباحثة عراقية تؤرخ لحياة مانديلا ودوره السياسي

دراسة لباحثة عراقية تؤرخ لحياة مانديلا ودوره السياسي

صدر حديثاً عن "دار صفحات" في دمشق ومكتبة "عدنان في بغداد" كتاب بعنوان "نيلسون مانديلا حياته ودوره السياسي"، للباحثة العراقية الدكتورة عفراء الريس، يقع في 528 صفحة من القطع الكبير، وتبين المؤلفة في مقدمة كتابها الدوافع التي قادتها لانجاز هذا البحث الأكاديمي الهام والقيم عن رجل استثنائي ليس في تاريخ القارة السمراء المعاصر وحسب، وإنما في تاريخنا الإنساني المعاصر عامة.

ومما جاء في المقدمة حول هذه الدوافع، "أن الاهتمام الذي أثاره تاريخ دول القارة الإفريقية لدى عدد كبير من الباحثين قد أثمر عن دراسات كثيرة اتسمت بالعلمية والرصانة، وخصوصاً ما يتعلق منها بتاريخ دولة جنوب أفريقيا. لكن الملاحظ أن تلك الدراسات، على جزالتها ورصانتها، لم تغوص بعيداً، في عمق النضال الذي احترفه الشعب، فبقيت تفاصيل كثيرة، مرغوبة ومطلوبة، بعيدة عن المنهج التاريخي التتبعي الذي يؤرخ لموقف الحركة الوطنية من سياسة التمييز العنصري التي طبعت حكم الأقلية البيضاء للأكثرية السوداء. ولما كانت السياسة المذكورة مفعمة بالتداعيات التي تستفز المشاعر الإنسانية في كل مكان، ولما كان للرموز الوطنية أهمية وموقعاً فريدين في الذاكرة الشعبية في أغلب بلدان "العالم الثالث".

هذه الذاكرة التي تختصر، إلى أقصى حد ممكن، المسافة بين الحقيقة والخيال لتضفي على رمزها هالة تمتزج فيها تفاصيل الواقع وسحر الأسطورة، وتخلق منه أنموذجاً يحتذى ومكانة تقدس، فإن التأريخ لحياة نيلسون مانديلا بدا لنا هو الاختيار المنطقي، بوصفه موضوعاً يستحق دراسة علمية أكاديمية، ليس لقيمته التاريخية وحسب، بل وكذلك لما انطوى عليه من دروس وعبر، يختصرها القول أن الشعوب ولدت لتحيا حرة.

وتضيف الباحثة العراقية: "لقد انصب اهتمام هذه الدراسة على شخص مانديلا، المناضل والمكافح، والرئيس لـ(حزب المؤتمر الوطني الإفريقي)، والزعيم الذي قاد شعبه وأبناء جلدته في رحلة كفاح طويلة من أجل الحرية، رحلة كانت مفعمة بالآمال والطموحات، كما كانت مترعة بالآلام والإخفاقات، وهو ما أضفى على شخصية مانديلا زخماً واقعياً ميز الهالة الأسطورية"، وتبين المؤلفة أن دراستها هذه توقفت عند العام 1999 لأسباب منطقية، حسب قولها، معللة ذلك بأن مانديلا قد تخلى في العام المذكور عن الحكم ورئاسة البلاد، وبصورة طوعية بحتة ".

ويضم الكتاب بين دفتيه، مقدمة وخمسة فصول وخاتمة إضافة إلى الملاحق وقائمة المصادر والمراجع، وقد جاء الفصل الأول تحت عنوان: "لمحات عن الأوضاع العامة في إتحاد جنوب أفريقيا والمرحلة المبكرة من تأريخ حياة نيلسون مانديلا"، وجاء الفصل الثاني بعنوان: "نيلسون مانديلا وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي"، فيما وسم الفصل الثالث بـ"أعوام السجن في حياة نيلسون مانديلا"، أما الفصل الرابع فقد عنون بـ"مرحلة جديدة في حياة نيلسون مانديلا"، وهذا الفصل تطرقت الباحثة العراقية للموقف الدولي والرأي العام الشعبي من سياسة التمييز العنصري وسجن مانديلا، والإفراج عن مانديلا وبداية عهد جديد في نضاله السياسي، والخطوط الأساسية لسياسة الرئيس مانديلا الداخلية".

بينما تناول الفصـل الخامس "العلاقات الدولية لجنوب أفريقيا في عهد مانديلا وتخليه عن الحكم".

وترى الدكتورة الريس في خاتمة الكتاب، أن السجايا القيادية لمانديلا وجرأته، فرضا عليه أعباء مهمات جديدة. وأن عقوبة السجن مدى الحياة لم تجعل من مانديلا ورفاقه سجناء منسيين. فالمجتمع الدولي لم يتناسى مثل تلك المجموعة التي كانت تناضل في سبيل حرية وكرامة شعبها، خصوصاً وأن تلك النظرة كانت تمثل جزءاً من اهتمام عالمي بقضية أوسع، وهي قضية جنوب أفريقيا بأسرها، التي لاقت تعاطفاً وتأييداً منقطع النظير، سواء من دول وأفراد، أو من منظمات دولية، مثل الأمم المتحدة.

وتشير المؤلفة إلى أن الحرية الشخصية لمانديلا لم تكن شهوراً أو سنوات من الراحة والاستجمام، بل كانت إمكانية جديدة تضاف إلى نضاله في سبيل حرية شعبه، استثمرها في إكمال المفاوضات التي كان قد بدأها مع الحكومة وهو في السجن، ليتكلل ذلك كله بانتخابه رئيساً للبلاد في أيار/مايو 1994.

وتضيف إنه "إذا كانت المرحلة الرئاسية قد توزعت بين العمل من أجل إعادة البناء والتطوير، وإقامة علاقات جديدة مع دول العالم المختلفة، وجعل دولة جنوب إفريقيا وسيطاً دولياً مرموقاً ومرغوباً على الصعيد العالمي، فان مانديلا خرج، بعدها، راضياً عن نفسه وعما حققه، ليعينه ذلك في اتخاذ قراره النهائي في العام 1999 بالعيش كمواطن عادي يحيا الحرية التي ظفر بها شعبه بين أولاده وأحفاده، وهم سلواه في سني شيخوخته".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com