أمريكا.. الأمان يدفع الأفارقة الأمريكان للعودة نحو الجنوب
أمريكا.. الأمان يدفع الأفارقة الأمريكان للعودة نحو الجنوبأمريكا.. الأمان يدفع الأفارقة الأمريكان للعودة نحو الجنوب

أمريكا.. الأمان يدفع الأفارقة الأمريكان للعودة نحو الجنوب

مع تولي الرئيس باراك أوباما سدة الحكم في عام 2008 وضع الأفارقة الأمريكان رؤوسهم على الأسرة ونام البعض مطمئن في تلك الليلة المشهودة على مستقبل أولاده وذويه، حيث كان لا يزال الخوف يتملك الكثيرين من تسلط العرق الأبيض مرة أخرى وانفلات الأوضاع وعودة أساليب الرق التي بات البعض من ذوي البشرة البيضاء ينادي بها لاسيما في بعض ولايات الأطراف مثل تكساس ونيفادا.

في الولايات ذي الغالبية البيضاء يقطن السود في مدن عبارة عن كانتونات خاصة يديرونها بأنفسهم، وتتسم بعض تلك المدن بشظف العيش وانعدام الأمن والخدمات ويتعرض سكانها لمضايقات حين يعبرون شوارع يسكنها البيض ليس لسبب عنصري بل خوفا من وقوع جريمة كون غالبية جرائم السرقة عادة ما تقترن بشبان أفارقة طائشون أو أجبرتهم الحاجة.

المستقبل الجمعي في الولايات المتحدة يتجه نحو التعايش بين الأعراق وتمثل ولاية نيويورك واحدة من أعرق مدن التعايش في العالم على الإطلاق، ففيها لا تكاد تجد لون أو عرق واحد بعينه، إنما ألوان وأشكال مختلفة ولغات وثقافات متعدد، وبين هذا الخليط يحضر الأفارقة بقوة فهم في نيويورك يعتبرون طبقة مثقفة جدا فمنهم القضاة والمحامين وأساتذة الجامعات، لكن هناك جنوبي الولايات المتحدة في ساوث كارولينا، مسيسيبي، فلوريدا، ألاباما، جورجيا، لويزيانا، وتنسي مهبط الأفارقة الأمريكان حيث تنتشر محال بيع الحشيش في أزقة المدن والحارات وتتكاثر جرائم القتل والسرقة في كثير من مدن تلك الولايات التي يشكل الأفارقة غالبية سكانها.

انتشر السود في كل الولايات الأمريكية بعد الحرب الأهلية وكان ما حققه إبراهام لينكولن لهم بعد منحهم الحرية من الرق الذي توارثوه جيلا بعد جيل منذ القرون الوسطى حين جلبوا من أقاصي أفريقيا مكبلين بالسلاسل ليكونوا عبيدا لآخرين قدموا من أقاصي أوروبا، كان ذلك فرصة لخروجهم نحو مستقبل أفضل لكنهم كانوا يسيرون ببطيء شديد حتى جاء الحقوقي الشاب الأسود مارتن لوثر كينغ الذي دافع عن حقوق الأفارقة وقاتل قتالا مريرا حتى انتزعها بقوانين صريحة فكانت محطة هامة في تاريخ العرق الأسود على مستوى الولايات الأمريكية.

تفرق إثر ذلك السود في مدن وولايات شتى يتنفسون الصعداء وبدأوا بتأسيس مدنهم والانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية وظهرت مواهب كثيرة في صفوفهم.

اليوم بدأت كثير من العائلات السوداء بالعودة نحو الجنوب حيث مسقط رؤوس الأجداد الذين استقروا في تلك الولايات آنفة الذكر بعد جلبهم عنوة من أفريقيا، وكما يقول محللون وخبراء استراتيجيون إن عودة السود إلى مدن أجدادهم يعد نوعاً من الشعور بالأمان بعد تفرقهم لعشرات السنين لتثبيت حريتهم.

تأتي تلك العودة إلى الشمال الأمريكي بالتزامن مع العودة الكبرى لكبار العائلات الأفريقية إلى بلدانهم الأصلية في أفريقيا ليس لغرض الاستقرار بل لإعادة الروابط العائلية التي تقطعت أوصالها قبل مئات السنين ويحتفظ أفرادها بتاريخ عائلاتهم جيدا.

تحدث الشاب الأسود مايكل جونسون عن عادات وتقاليد عائلته الكبيرة التي لا زال أفرادها يمارسون طقوس بلدهم الأم حين قدموا من السنغال في أفريقيا قبل حوالي 250 عام كما تحكي مدونات العائلة.

وقال مايكل إنهم يحتفظون بكل العادات بما فيها حل مشاكل العائلة الكبيرة عبر والده الذي يعتبر الأكبر سنا في العائلة وعمته الطاعنة في السن حيث يرجع والده إليها عندما لا يجد حلا لأي مشكلة عائلية.

وتابع مايكل: "ذوي الاحتياجات الخاصة في عرف عائلتنا لا نذهب بهم إلى دور الرعاية كما هي عادة الأمريكان فشروط عائلتنا تقتضي أن يقوم أفراد العائلة بالاعتناء بوالدهم أو والدتهم أو قريبهم".

لكن مايكل لا يخفي حنقه من انفراط عقد العائلة في مسائل الزواج، وذلك مع تعاقب الأجيال في الولايات المتحدة وضياع مسمى الزواج والتحول نحو علاقات "الصحبة" التي تمتاز بها زيجات اليوم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com