كاتب لبناني يدق جرس الإنذار: ماذا لو تسلم حزب الله حقيبة الثقافة؟
كاتب لبناني يدق جرس الإنذار: ماذا لو تسلم حزب الله حقيبة الثقافة؟كاتب لبناني يدق جرس الإنذار: ماذا لو تسلم حزب الله حقيبة الثقافة؟

كاتب لبناني يدق جرس الإنذار: ماذا لو تسلم حزب الله حقيبة الثقافة؟

شنّ الروائي والشاعر اللبناني المعروف عبده وازن، اليوم الإثنين، خلال مقال له في صحيفة "الحياة"، هجومًا عنيفًا ضد "ثقافة حزب الله"، محذرًا من فرضية إسناد حقيبة وزارة الثقافة اللبنانية إلى هذا الحزب الذي سيحول الوزارة، عندئذٍ، إلى ما يسمى بـ"ثقافة المقاومة" والتي تعني "ثقافة الموت"، بحسب الكاتب.

وجاء هجوم وازن، الذي نال عدة جوائز بينها جائزة الشيخ زايد لأدب الناشئة عن روايته "الفتى الذي أبصر لون الهواء"، تزامنًا مع المشاورات القائمة لتشكيل الحكومة اللبنانية التي كلف برئاستها سعد الحريري.

ورأى وازن، وهو مسؤول الثقافة في صحيفة "الحياة"، أن تلفزيون "المنار"، التابع لحزب الله، "هو خير شاهد على هذه الثقافة في تجييشه المذهبي الدائم"، مشددًا على أن القناة تحض على "ثقافة الاستشهاد ولو في سوريا أو اليمن وسواهما"، في إشارة إلى تجاهل العدو الذي برر، بالأساس، ظهور هذا الحزب واحتفاظه بسلاحه، وهو إسرائيل.

وفي سياق حديثه عن ثقافة حزب الله "المنغلقة"، انتقد وازن موقف الحزب السلبي من فوز المخرجة اللبنانية نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي الأخير عن فيلمها "كفر ناحوم"، قائلًا: "لو فاز فيلم لبكي في مهرجان ترعاه طهران لكان فوزها انتصارًا لجبهة الصمود والتصدي وصفعة للعدو الإسرائيلي والإمبريالية، أما أن تفوز في مهرجان سينمائي فرنسي، ففوزها عرضة للشك والمساءلة".

وكان مؤيدو حزب الله شنوا هجومًا عنيفًا ضد لبكي، بعد فوزها بالجائزة "الرفيعة"، معتبرين أن "المجد الحقيقي"، هو تدخل الحزب العسكري في سوريا.

وبدأت حملة حزب الله الهجومية من مذيعة قناة "المنار" منار الصباغ، إذ وصفت الفرحين بفوز الفيلم بـ"أبناء فينيقيا" وغردت قائلة: ‏بمناسبة الإفراط بالحديث عن الشخصيات التي ترفع رأس لبنان عاليًا لجائزة أو مسابقة أو تحدٍ ما.. يا معشر المثقفين. أبناء فينيقيا منهم تحديدًا. هذه الصور لشهداء اليوم الأول من معركة القصير 2013، باعتقادي لبنان يكفيه هذا المجد لقرون"، وأرفقت كتابتها بصورة توثق للمعركة التي خاضها حزب الله في القصير السورية.

واعتبر وازن أن هذا الموقف من أنصار الحزب تجاه لبكي وفيلمها لم يكن "هفوة أو زلة لسان، بل عبّر عن حقيقة ما تضمره أيديولوجيا المقاومة من كراهية للغرب ومهرجاناته وحقد على اللبنانيين الذين يثبتون حضورهم في قلب هذا الغرب، فنيًا أو ثقافيًا".

ووجه الكاتب لومًا شديدًا إلى النائب نواف الموسوي الذي كان قد سخر من الفيلم الفائز عبر تغريدة قال فيها "بلا لبكي وبلا وجع راس، وقت الجد ما في غير سلاحك بيحميك"، لافتًا إلى أن هذه التغريدة، أيضًا، لم تكن مجرد غلطة أو سقطة لفظية مقدار ما عبّرت عن نظرة سلبية إلى الثقافة التي لا تنضوي تحت لواء أيديولوجيا "حزب الله" وفلسفة سلاحه.

وكانت الإعلامية اللبنانية بهية سكافي سبقت وازن إلى انتقاد موقف الحزب، إذ قالت "هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها حزب الله بتأكيد تمسكه بالسلاح وبثقافة التقوقع وعزل لبنان عن محيطه"، مشيرة إلى أن "حزب الله أصبح يعتبر بيروت العاصمة الرابعة لإيران، وبالتالي يجوز له شرعًا أن يفرض سلاحه وسياساته وثقافته على كل الفينيقيين".

وكثيرًا ما تقوم المعارك بين المثقفين اللبنانيين "الليبراليين" وبين مثقفي حزب الله "المؤدلجين"، وسبق معركة "كفر ناحوم"، معركة مماثلة قادها حزب الله ضد المخرج زياد دويري وفيلمه "القضية رقم 23" بتهمة التطبيع مع إسرائيل.

ورغم أن حزب الله لم يتسلم حقيبة الثقافة اللبنانية في الحكومات السابقة، لكنه ينصّب نفسه محاميًا ضد كل الإبداعات التي لا تتناسب مع توجهاته سواء كانت رواية أو مسرحية أو لوحة تشكيلية أو فيلمًا أو مسلسلًا أو حتى أغنية.

وكان فيلم "ذا بوست" (البريد) للمخرج الشهير ستيفن سبيلبرغ منع من العرض في لبنان، مطلع السنة الجارية، بضغوط من حزب الله، بحسب المتابعين، بذريعة علاقة المخرج بإسرائيل.

وعلقت صحيفة "واشنطن بوست"، آنذاك، على قرار المنع بالقول إن سطوة الرقابة تزداد في لبنان الذي كان واحدًا من أكثر دول العالم العربي حرية"، في إشارة إلى دور حزب الله المتصاعد في كتم كل صوت إبداعي وجمالي يغرد خارج سرب المقاومة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com