الهيئة العامة للكتاب تصدر "رسالة مصرية إلى جورج كلوني"
" رسالة مصرية إلى جورج كلوني " هو عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب للكاتبة وسيدة الأعمال المصرية نازك تيمور" 60 عاماً " بهدف إجراء حوار بين الشرق ( الكاتبة ) والغرب ( جورج كلوني ) فهي تتحدث بشرقيتها ومصريتها تاركة تاريخها وحضارتها خلفها " لأنها ماضي " وكلوني يتحدث ( من خلال فنه ) واضعاً جنسيته الأمريكية – الجنسية الأولى في العالم الحديث – وثقافته المبهرة وتكنولوجيا بلاده وعلمها أمامه " لأنها حاضر " وتتساءل الكاتبة : فكيف أتحدث إليه وحروف الهجاء في ثقافة بلادي تختلف عن حروف الهجاء في ثقافة بلاده ؟ وكيف أركب جملة حروف هجائها أ . ب . ت . لثقافة حروف هجائهاA .B . C .
وتجيب: لم أجد غير اللغة العالمية الأولى في العالم لأتحدث بها إليه " الفن ". ذلك الساحر الذي يتخطى اللغات ، ويقرب المسافات ويرسم خط التواصل الواحد بين هذين العالمين . بعد أن أفسدت السياسة كل خطوط التواصل ، وأحرقت كل قوارب النجاة للعودة للشواطىء المشتركة بين ذلك الشرق البعيد وهذا الغرب . اخترت الفن موضوعاً لحديثي ؛ لأنه يخاطب العقل والقلب ، وكلنا يملك هذا العقل وهذا القلب .
لماذا جورج كلوني ؟
أريد أن أتحدث إلى فنان ، واخترته نموذجاً أمريكياً مبهراً متربعاً على عرش الشهرة والمال وممتلكاً لقلوب الملايين في كل أنحاء العالم . فنان لم يغمض الضوء المبهر لثقافة بلاده عينيه ، ولكنه نفذ إلى قلبه وعقله ، ليترجمه إلى أعمال فنية راقية . هو فنان أمريكي ولكنه ليس صناعة أمريكية ، وهو فنان هوليودي ولكنه ليس صناعة هوليودية وإن شاركت في صنعه .. وهو أجمل وثيقة إدانة للسياسة الأمريكية تجاه العالم وتجاه بلادي .
وتضيف : لو طلب مني أن أضع له عنواناً سيكون أول ما يتبادر إلى ذهني " الباحث عن الحقيقة " فهو في أعماله مهموم بالبحث عن الحقيقة مثل همه بفهم الآخر ودوافعه وأسبابه حتى ولو كان إرهابياً . فهو يدرك كيف جارت القوة السياسية على بلاده . يساعده على عبور الحدود إلى بلد أكثر أماناً بعد أن اجتاح بلاده كل أنواع الظلم ، مضحياً بالذهب ليخلص هذا الآخر من الظلم الواقع عليه ، في واحد من أفلامه الجميلة " Three Kings " نشم فيه رائحة الموقف الإيجابي ضد الحروب عموماً وحرب العراق خاصة . وكأنه والكاتب والمخرج اتفقوا على إرسال رسالة لجمهورهم مضمونها " أن الإحساس بالأمان للبشر ، أي بشر ، أغلى كثيراً من امتلاكك للذهب " .كما أدان الشركات الرأسمالية العملاقة في فسادها ، بتسويق منتجاتها المسرطنة للمواطنين ، لجني ونهب المزيد من الأرباح من المستهلكين ، في دور يعد – حتى هذه اللحظة – هو الأفضل والأكثر عبقرية بين كل أدواره في فيلم مايكل كلايتون ( Michael Clayton )؟
لماذا يدين المعتدي والغازي لبلاد الآخرين ، حتى لو كان هذا المعتدي من بلاده ، في كوميديا سوداء هي غاية في الرقي وبلا ضجيج ( الرجال الذين يحدقون في الماعز )" The men who stare at goats" ؟وفيه يقف ضد فكرة الحرب بوجه عام .
لماذا يقف مع مقهوري الرأي في فيلم ليلة سعيدة وحظ سعيد " Good night and good luck" ؟حيث أدان الإرهاب الفكري بالكتابة والتمثيل والإخراج .
لماذا يفضح فساد السياسة البترولية الأمريكية التي تمتص وتستنزف ثروات البلاد العربية المنتجة له ، وتقتل أمراء وملوك شعوبهم لو رفضوا تلك السياسة البترولية الفاسدة ؟ لماذا يشارك في إنتاج فيلم لهم ، ويلعب لهم فيه الدور الرئيسي بصدق ، حتى يحصد الأوسكار عن جدارة فيلم سيريانة Syriana . حيت اتُهم من البعض ( لقصور في التفكير وقصور في الرؤية ) بعدم الولاء لبلاده . فربما لا يعرفون معنى الولاء الإيجابي . وجاءت مصلحة بلادي في طريقة متوافقة مع صدعه بكلمة الحق التي أراد أن يعلنها في محاولته لمعرفة الآخر.
وتدعو الكاتبة كلوني لزيارة مصر ( الكتاب كان قيد الطبع خلال زيارته الأخيرة لمصر ) التي تعد أعرق وأقدم حضارة في العالم( 7000 سنة حضارة ) وضربت له مثالاعلى على عراقة حضارتها بالملك رمسيس الثاني الذي يتخطى عمره الستة آلاف عام .. هذا الملك الذي تتعامد الشمس على وجهه مرتين في العام ، مرة يوم عيد ميلاده 22 فبراير من كل عام ، ومرة أخرى يوم تتويجه ملكاً على البلاد يوم 22 أكتوبر من كل عام . فأي حضارة تلك التي تنافس عظمة حضارتنا في الجمع في عمل واحد لحضارة فلك وجغرافيا ومعمار وتاريخ ؟
مصر البلد التي حصل أربعة من أبنائها على جائزة نوبل : السادات ، نجيب محفوظ ، أحمد زويل ، محمد البرادعي .