نقل جين بشري للفئران يزيد قدرتها على التعلم
نقل جين بشري للفئران يزيد قدرتها على التعلمنقل جين بشري للفئران يزيد قدرتها على التعلم

نقل جين بشري للفئران يزيد قدرتها على التعلم

نيويورك- رغم أن المسألة بعيدة كل البعد عن عمليات زرع المخ التي يعشقها الشغوفون بالخيال العلمي فقد اتخذ العلماء خطوة واحدة في هذا الاتجاه؛ إذ قاموا بعزل جين رئيسي خاص بمخ الإنسان ثم زرعوه في فئران التجارب.

وفي أول دراسة من نوعها تهدف إلى تقييم كيف يمكن أن يؤثر إضفاء الطابع البشري الجزئي على مخ مختلف الأنواع على الوظائف الإدراكية قال العلماء، الاثنين، إن الفئران التي نقل إليها الجين البشري المرتبط باللغة تعلمت طرقا جديدة في البحث عن الغذاء وسط متاهات تجريبية على نحو أسرع من مثيلاتها من الفئران الطبيعية.

ومن خلال عزل آثار جين بعينه تسلط هذه الدراسة الضوء على وظائفه وتشير إلى التغيرات الخاصة بالتطور التي أدت إلى خلق الإمكانات الفريدة للمخ البشري.

واستعان العلماء في هذه الدراسة بمئات من فئران التجارب التي جرى تعديلها وراثيا لتحمل نسخة بشرية من الجين المسؤول عن اللغة والتخاطب. وفي دراسة أجريت عام 2009 تكونت لدى فئران تجارب نقل إليها هذا الجين خلايا عصبية أكثر تعقيدا ودوائر اتصال في المخ أكثر كفاءة.

وبناء على هذه الدراسة قام خبراء في علوم الأعصاب تحت إشراف كريستيان شريفايس وآن جريبيل من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بتدريب الفئران على البحث عن الشيكولاتة وسط متاهة معملية. وكان أمام الفئران خياران الأول هو الاستعانة بمعالم إرشادية مثل أدوات المعامل والأثاث الذي يظهر من خلال المتاهة، والثاني استشعار أرضية المتاهة والاستدلال على الطريق من خلالها.

وقال العلماء في دورية الأكاديمية القومية للعلوم إن الفئران التي تحمل الجين البشري استدلت على الطريق خلال سبعة أيام أما الفئران العادية فقد اتمت هذه المهمة في 11 يوما.

إلا أن ما يبعث على الدهشة هو انه عندما أزال العلماء جميع المعالم الإرشادية داخل حجرة المعمل -حتى تستدل الفئران على الطريق من خلال ملمس الأرضية فقط- تعادلت إمكانات الفئران ذات الجين البشري وتلك الطبيعية. وجاءت النتيجة مطابقة لذلك عندما عكس الوضع، أي ظلت المعالم مكانها وأزيلت الأرضية.

ويعني ذلك أن الفئران ذات الجين البشري تميزت عن أقرانها الطبيعية عندما تم توفير الأسلوبين معا.

وقالت جريبيل إن ذلك يشير إلى أن الجين البشري أسهم في زيادة ما يعرف باسم المرونة الإدراكية المعرفية.

وإذا كان هذا الجين البشري يجعل حاسة المرونة الإدراكية المعرفية تتنقل بين صور التعلم المختلفة فقد يساعد ذلك في تفسير دوره في اللغة والتخاطب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com