"حِكايات سوريّة" يروي استبداد "الأسدين" بسخرية
"حِكايات سوريّة" يروي استبداد "الأسدين" بسخرية"حِكايات سوريّة" يروي استبداد "الأسدين" بسخرية

"حِكايات سوريّة" يروي استبداد "الأسدين" بسخرية

دمشق- يروي كتاب "حِكايات سوريّة (لها علاقة بالاستبداد)"، قصصا عن استبداد عاشه السوريون على مدار 50 عاماً من حكم الأسدين (حافظ وبشار)، وهو صادر عن "دار نون للنشر" (الإمارات)، بالتعاون مع مجلة "كش ملك" التي يرأس تحريرها الكاتب السوري الساخر خطيب بدلة، محرر ومقدم الكتاب.

ومما جاء في كلمة الغلاف الأخيرة: "حكايات سورية، كتاب طريف في فكرته، وفي طريقة تأليفه، وإعداده، وإخراجه، ويسعى لتقديم بانوراما واسعة الطيف لواقع سوريا في ظل استبداد حزب البعث وسطوة حافظ الأسد على مدى نصف قرن من الزمان، بالاعتماد على "الحكاية".

و"بهذا المعنى يكون الكِتَابُ أقربَ إلى الأسلوب الذي ابتكره أبو حيان التوحيدي وأسماه "الإمتاع والمؤانسة"، ومنسجماً مع فكرة "أندريه جيد" حول العلاقة بين الحكاية والمعرفة حين يقول: (نعرفُ فنقصّ الحكايات، ونقصُّ الحكايات لكي نعرف)".

ويقول الناشر: "قد يتساءل متسائل: كيف لإبداعات ثلاثين كاتباً سورياً، أُنْجِزَتْ في أزمنة متفاوتة، أن تقدم لنا البانوراما السياسية والاجتماعية التي نطمح لمشاهدتها، في كتاب واحد؟. ههنا يبرز دورُ معد الكتاب، الأديب السوري خطيب بدلة الذي سبق له أن قدم كتباً عديدة تعتمد على القصص والحكايات والطرائف السياسية ذات النكهة الأدبية الساخرة، فقد استطاع، بحق، أن يصنع نسيجاً فريداً للحكايات، ويُبرز أجمل ما فيها، من خلال توزيعها على فصول مختلفة، حتى ليشعر من ينتهي من قراءة الكتاب وكأنه قرأ رواية، أو ملحمة، أو مسرودة أدبية بارعة، بطلها هو: الشعب السوري".

والكتاب الذي ينتمي لنوع "الأدب الساخر"، لكل من الكتاب: سمير سعيفان، وغزالة شمسي، وهشام الواوي، وإياد جميل محفوظ، ورامي سويد، وماهر حميد، وشذى بركات، ومحمد السلوم، وأحمد أنيس الحسون، ومروان علي، وإياد خضر، ويوسف رزوق، وعدنان عبد الرزاق، ووافي بيرم، وعبد القادر عبدللي، وعبد الناصر شيخ محمد، ومصطفى تاج الدين الموسى، ووائل زيدان، وفاطمة ياسين، ومحمود نحلاوي، وفرج بيرقدار، وسامر قطان، وغسان الجباعي، ومحمد جمال طحان، وبكر صدقي، وفاخر عاقل، والمخرج هيثم حقي، والكاتب العالمي رفيق شامي، والمخرجة السينمائية هالا محمد، وخطيب بدلة".

ونقرأ من أجواء الكتاب، المقطع التالي

ذات مرة، في أحد الأيام المشمسة من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الذي كان يُخَصَّصُ كله للاحتفال بذكرى الحركة التصحيحية، جاء إلى ضيعتنا أمينُ فرع الحزب، والمحافظ، وقائدُ الشرطة، وثلة من رجال الدولة.. وصلوا ماشين بجوار بعضهم، متكاتفين، يصفقون ويهزجون بعبارة:

- بالروح بالدم نفديك يا حافظ.

توقفوا أمام المستطيل الحجري الذي يرتفع عن الأرض بمقدر 120 سنتمتر. مد أمين الفرع يده وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية لتدشين مشروع جر مياه الشرب إلى القرية.

وأما المحافظ فمد أصابعه وفتح حنفية الماء المتصلة بالمستطيل الحجري المرتفع الذي يعرف باسم «حجر الأساس»، فأخذت المياه تتدفق من الحنفية بغزارة، وعلى الفور قُرع الطبلُ، وتَرْغَلَ المزمار، وأقيمت حلقة الدبكة التي أخذت تتسع حتى صار طولُها أكثرَ من مئة متر!..

حوالي نصف ساعة، غادر الوفد بعدها المكانَ بمثل ما استقبل من حفاوة وتكريم.

في الجانب اﻵخر لجدار «حجر الأساس» كان ابنُ بلدنا (عبدو الحجي) يفك النربيش الواصل - بشكل خفي - بين صهريج الماء والحنفية وهو يتمتم ببعض الشتائم والمسبات على القيادة القطرية، وعلى أمين فرع الحزب، وعلى عضو الفرع رئيس المكتب المالي الذي وعده بدفع ثمن صهريج الماء، ولكنه، قبل التدشين بقليل، طلبَ منه اعتبارَ هذا الصهريج تبرعاً لثورة البعث والحركة التصحيحية..

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com