"الهيئة المصرية" تصدر دراسة جديدة عن "أدب السجون"
"الهيئة المصرية" تصدر دراسة جديدة عن "أدب السجون""الهيئة المصرية" تصدر دراسة جديدة عن "أدب السجون"

"الهيئة المصرية" تصدر دراسة جديدة عن "أدب السجون"

"أدب السجون" هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث يقدم شهادات لمجموعة من النقاد والروائيين عن أدب السجون بصفة عامة، وتجربة الروائي صنع الله إبراهيم بصفة خاصة.

وعن الهدف من الدراسة يقول الكاتب شعبان يوسف الذي كتب في مقدمة الكتاب: "إن الهدف من الكتاب ليس تصفية حسابات مع الماضي، ولا لإدانة الإدارات السياسية ولكن بهدف إزالة بعض الغوامض التي أحاطت بالتجربة وإعادة قراءة الأدبيات التي أنتجتها التجربة من شعر وقصص وروايات ورسائل ومسرح، هذه الإبداعات التي تراكمت وأصبحت ضرورة زمنية وليست ترفاً، إنها إبداعات كتبت لإنصاف الإنسان والدفاع عن حريته وكرامته".

ويعتبر يوسف أن هذه الإبداعات لم تقف عند لحظة السجن والاعتقال فقط، بل تعدت ذلك إلى مساحات إنسانية أرحب مثل الحب والصداقة وأحلام التغيير.

ووصفت الروائية رضوى عاشور رواية "تلك الرائحة" لصنع الله إبراهيم بأنها رواية الحداثة الأولى في مصر: "لا حبكة ولا تسلسل زمني، بطل لا اسم له، كافكاوي الميت يدور في الشوارع بلا هدف أو يتمدد على سريره يدخن، لا شيء ذا بال يحدث في الرواية باستثناء الزيارة اليومية المنتظمة لرجل الأمن ليتأكد من تواجد هذا الشخص في منزله، وتقنية الفلاش باك وأسلوب السرد المحكم والمقتصد، وجمل تلغرافية على طريقة هيمنجواي، وتجربة اغتراب تحيلنا إلى "غريب" ألبير كامي، ولرواية لا تركز على تفاصيل تجربة السجن لصنع الله بقدر ما تنشغل بمرتباتها النفسية، ويصبح القهر في السجن وعذاباته متضمناً في النص.

ويكشف الدكتور حسين حمودة أن رواية (تلك الرائحة) تقدم عالم المدينة على أنه استمرار لتجربة الراوي المتكلم، الخارج في بداية الرواية من السجن إلى "اللامأوى"، الباحث عن عنوان بهذه المدينة يمكن للشرطي أن "يراقبه " وأن يحصل فيه على توقيعه مرتين في اليوم صباحاً ومساء.

ينتقل هذا الراوي بين أماكن بعينها بالقاهرة، ولكن هذه الأماكن تغادر مدلولاتها المرجعية لتصبح شارات على "زنزانة كبرى" تتحول إليها المدينة كلها، حيث تصاغ هذه الأماكن بإحساس السجين المقهور.

ويعترف صنع الله إبراهيم في شهادته إن فترة السجن كانت أخطر وأهم تجربة في حياته وكان في سن العشرين وسط أناس عظماء لهم تاريخ عظيم سواء كانوا عمالاً أو موظفين أو صحفيين أو فنانين أو أكاديميين.

وأضاف: "لقد تكونت في السجن من خلال اكتشاف الناس والنماذج التي تعرفت بها؛ وهناك نقطة هامة قد يكون الإنسان مناضلاً وله تاريخ ومع ذلك ربما تصدر عنه بعض التصرفات الصبيانية وبالتالي لا يجب تقديس المناضلين حتى لا نصدم عندما يصدر عنهم تصرفات غير مسئولة.

ويختتم شهادته قائلاً: "حتى اليوم لا يوجد تغيير كبير في حياتي فما زلت متأثراً بتجربة السجن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com