تحقيق.. "إرم" ترصد عالم العرافين في نيودلهي
تحقيق.. "إرم" ترصد عالم العرافين في نيودلهيتحقيق.. "إرم" ترصد عالم العرافين في نيودلهي

تحقيق.. "إرم" ترصد عالم العرافين في نيودلهي

قراءة الكف والطالع والأبراج أمر حتمي عند معظم الهنود بل هو جزء من حياتهم اليومية، لدرجة أن الهندي لا يبدأ يومه ويبحث عن رزقه دون الاتصال أو المرور على قارئه المفضل؛ ليقرر له إن كان يومه سيكون سعيدا أو نحسا عليه.

وخلال جولة على عدد لا بأس به من العرافين، أكدوا أن من زبائنهم عددا لا يستهان به من العرب وخاصة الخليجيين الذين يأتون إلى نيودلهي خصيصا للتعرف على طالعهم، بل أن أحدهم أكد بأن سيدة إماراتية تأتي اليه على متن طائرة الصباح وتعود إلى بلدها في رحلة ما بعد الظهيرة؛ لتكتشف سر عدم حب زوجها لها فجأة وزواجه من أخرى.

وعرفت الهند علوم الفلك منذ الآف السنين، ولا تزال بعض الجامعات الهندية تدرس علوم الفلك والكواكب وتمنح درجة البكالوريوس فيه.

البداية كانت في أحد أفخم المجمعات التجارية في دلهي، حيث تجلس قارئه الطالع بالورق المعروف بـ( التاروت) في إحدى زوايا المول وخلفها لافتة مضاءه للإعلان بأنها مشغولة ومنهمكة في قراءه الطالع لزبوناتها وعادة هن من النساء، حيث تؤكد القارئه سوليت التي التقيناها في المول أن محور اهتمام البنات الزواج وفارس الأحلام، أما المتزوجات فكل اهتمامهن ينصب حول أزواجهن واستقرارهن الزوجي.

أما التاروت فهو رمز عرفه القدماء من المصريين، ويعمل على الطاقة الكامنة في كل شخص للتعرف عليها وإخراجها واستثمارها بالشكل السليم، والتاروت يساعدها على التعرف على مشكلات الزبون كما تستطيع أوراق التاروت على التعرف إلى أهم الحوادث التي مرت بحياة الفرد في الماضي والحاضر والمستقبل.

أما العالم الفلكي الشهير "اشوك شرما"، فإن زيارته تحتاج إلى موعد مسبق، حيث يقول آشوك : " الأبراج علم يدل على أن حركة الكواكب في السماء لها تأثير على الإنسان مند ولادته، والأهم هو أن اعرّف الشخص الذي يقصدني بالصفات المحددة في برجه ومواطن الضعف والقوة في شخصيته ومن خلال برنامج أعطيه إياه يستطيع بـ9 خطوات التغلب على العادات الضعيفه في الفلك التي تؤثر على برجه.

ويؤكد شرما أن هناك: " فئة من المستثمرين الذين يتخوفون من اتخاذ القرار للوقت المناسب للاستثمار أو تشغيل الأموال، وأنا هنا أنصحهم بالتريث إن كانت الشمس عندهم ضعيفة، وأستطيع أن أدلّهم على الوقت الذي يكون تأثيرها قويا في أبراجهم".

وفي نفس المكان أي في "سيتي سيليكت مول" الراقي، في إحدى المطاعم يجلس قارىء الوجوه، وقارئة الكف وحولها العديد من الزبونات ينتظرن أدوارهن من مختلف الفئات العمرية وهي ظاهرة تكاد لا تجدها إلا في الهند.

وانتهت جولتنا في عالم العرافين مع المنجم سانديب كوشار، والمشهور في أوساط نجوم السينما ( بوليود) وبعض السياسيين ورجال الأعمال، وهو يلبي دعوات مستمرة من بعض رجال الأعمال الخليجيين والعرب الذين يستضيفونه في بلادهم لينصحهم حول الأوقات المناسبة للاستثمار، ومن خلال خبرته بالتعامل مع الزبائن فإن "سانديب" يؤكد أن معظم الزبائن العرب لديهم مشاكل عاطفية وأسرية تؤثر على حياتهم بشكل جدي، فالمعروف أن الشخص الذي لا يشعر باستقرار عاطفي ونفسي داخل أسرته سينعكس سلبا على عمله، ولهذا فإن الشق الآخر من عمله كما يقول؛ أن يقوم بتوجيههم ونصحهم كما تكشف له الكواكب والنجوم وعلاقتها بهم.

وأخيرا، يبدو أن الاهتمام الفطري بعلم الفلك في الهند جعل من بزنس العرافين يزدهر كثيرا في أنحاء شبه القارة، بالإضافة إلى استقطابهم للعديد من السياح والزوار العرب بشكل خاص لمعرفه مصيرهم. وأيا كان اتفاقنا مع ظاهرة التنجيم أو اختلافنا، فإن الخوف من المجهول والمستقبل والفضول الفطري يدفع الكثير من الناس لمحاولة معرفة المستقبل، ولا يزال عدد كبير من الهنود لا يقدمون على اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم مثل الزواج أو تسمية مولود جديد أو الانتقال إلى عمل جديد دون استشارة العرافين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com