الحب والتعاطف.. دواء لكابوس جفاف العالم
الحب والتعاطف.. دواء لكابوس جفاف العالمالحب والتعاطف.. دواء لكابوس جفاف العالم

الحب والتعاطف.. دواء لكابوس جفاف العالم

نجلاء علام: الحب والتعاطف.. دواء لكابوس جفاف العالم وآليته

بيروت – إرم

رواية نجلاء علام على بساطة ما فيها من حلول لا تتسمم بالبساطة من حيث صياغتها بل هي رواية فكرية رمزية تكاد تكون معقدة وهي في بعض اقسامها تذكرنا بأعمال تتحدث عن انقلاب العلم إلى عدو لحياة الإنسان ووسيلة اضطهاد له كما نجدد مثلا في رواية "1984" لجورج اورويل.

وهي تذكرنا بأكثر من ذلك.. بتحويل العلم وتطور حياة الإنسان إلى كابوس واستعباد كما نشهد في رواية "عالم شجاع جديد" لالدوس هكسلي.

البداية هي مع قصة الخليقة بعد نشوء الكون. قصة آدم وحواء وابنيهما قايين (قابيل) الغاضب وهابيل اللين الناعم ونهاية هابيل على يد اخيه حسدا وغيرة.

وكأن نجلاء علام تريد أن تقول أن العالم منذ البداية يشده التنافر على رغم ما فيه من تجاذب. ويبدو هذا الأمر عندها مبكرا حتى قبل قصة قابيل وهابيل إذ أن هذا الأمر سمة تميز الكون منذ نشوئه في ما سمي الإنفجار الكبير

وعبرت نجلاء في روايتها عن وصف غريب للكرة الأرضية حيث قالت:"كرة مثقلة بالغازات وبأقدار من سيأتون عليها... ثم انفجار هائل يجعل كل جزء يجري إلى مدار... كون استقر بعد عراك... كون يسأل نفسه لماذا كانت اجزاؤه تتنافر عند الإتحاد والآن بعد الانفصال نشأت جاذبية جعلت كلا منها يدور في فلكه دون أن يلتصق بأخيه أو يفلت إلى اعماق سحيقة... وجاء الانسان."

نقفز بعد ذلك إلى عالم بعيد جداً في الزمن.. عالم التطور الحديث الذي صار نقيضاً للمشاعر والعواطف الانسانية. فرضت على الإنسان طبقية قاسية في هذا العالم المتطور الميكانيكي الجاف. حكم على بعض الناس بالحفر في الأرض. إثنان -هو وهي- استطاعا النجاة من انهيار ارضي فسجنا تحت الأنقاض في ظلام شديد. صاروا يرمون اليهما بالطعام والشراب.

العالم كان ينقسم إلى خمس مؤسسات تديره "ودون الانضمام لأحداها لا مكان لي على الأرض." الألوان الخمسة هي الأحمر الناري والأسود والذهبي والبنفسجي والفضي.

تسير الرواية على خطين.. خط المحاصرين وسط الركام وخط الأفكار والأخيلة التي تتجاوز هذا الحصار الرهيب.

وختمت الكاتبة تجلاء علام روايتها  محذرة من سواد مخيم فوق الرؤوس "لففناهما بقماش ابيض يكسوه العلم. صعدنا إلى أعلى منصة في الميدان. قالوا انهما التجسيد الحي للانتصار. رفعناهما وسط هدير اليشر... لكن كان هناك غراب اسطوري يحلق في السماء."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com