انتشرت القصص الإعجازية عن الشفاء الذاتي من السرطان والأمراض الأخرى منذ قرون، وفي القرن الحادي والعشرين، أصبحت هذه القصص أداة تسويقية لـ "الأطباء السحرة" المعاصرين لاستغلال إيمان الناس بالمعجزات لتحقيق مكاسب مالية. وقد تم التشكيك بصحة هذه الادعاءات من قبل أطباء الأورام الذين يحذرون من المخاطر المحتملة للاعتماد فقط على المعجزات للشفاء.
ومع ذلك، وفق موقع "لينتارو" الروسي، كانت هناك حالات نادرة تتحدى التفسير الطبي. في العام 2010، نشر أطباء كنديون تقريرًا عن امرأة تبلغ من العمر 83 عامًا مصابة بسرطان الرئة صغير الخلايا في المرحلة الثالثة من سرطان الرئة الصغيرة، والتي شهدت انخفاضًا كبيرًا في الورم دون أي علاج. وبالمثل، شهد رجل يبلغ من العمر 79 عامًا في كوريا الجنوبية تقلص سرطان الرئة لديه على مدار عامين دون علاج كيميائي أو دواء. وبينما لا تزال أسباب هذه الحالات غير معروفة، يُعتقد أن استجابة الجسم المناعية للعدوى أو وجود ورم خبيث آخر قد تلعب دورًا في ذلك.
وغالبًا ما يتم تجميع هذه الحالات تحت مصطلح "متلازمة القديس بيريجين"، في إشارة إلى كاهن في القرن الثالث عشر عانى من شفاء تلقائي لورم متقيح. ومع ذلك، يحذّر أطباء الأورام من أن مثل هذه الحالات نادرة، ولا ينبغي الاعتماد عليها كوسيلة للعلاج.
ولكن لسوء الحظ، استغل أنصار الطب البديل فكرة الشفاء الذاتي، حيث يقدمون علاجات ومنتجات تعد بنتائج خارقة. على سبيل المثال، تدّعي الفنادق الصحية في الولايات المتحدة أنها توفر الطاقة والخصائص العلاجية لمجموعة من الحالات المرضية، بما في ذلك السرطان. وتستخدم هذه المؤسسات مولدات الفوتون الحيوي، وهي عبارة عن علب معدنية توضع تحت كل سرير، ولكن المصداقية العلمية لهذه الأجهزة مشكوك فيها.
يمكن أن يكون للنظريات والمناهج العلمية الزائفة لعلاج السرطان عواقب ضارة. وغالبًا ما يجد المرضى الذين يتخلون عن العلاجات الطبية التقليدية لصالح الطرق البديلة أنفسهم في النهاية مصابين بأمراض في مراحل متقدمة. من هنا يؤكد الخبراء على أن علاج السرطان يتطلب نهجًا شاملاً يشمل العديد من الأخصائيين الطبيين والعلاجات المختلفة.
كما أن الاعتقاد في وجود علاج معجزة يمكن أن يعوق المرضى عن طلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب والكشف المبكر. لذا من الضروري أن يثق الأفراد في العلاجات الطبية التقليدية، حيث إن التطورات في العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاج المناعي، وغيرها من الطرق قد حسّنت بشكل كبير من النتائج بالنسبة للعديد من مرضى السرطان. كلما تم اكتشاف السرطان في وقت مبكر، زادت فرصة نجاح العلاج. وللأسف، قد يؤدي الخوف والبحث عن علاج خارق إلى تفويت فرص الشفاء.
وفي النهاية، يجب أن يؤمن مرضى السرطان بقوتهم الذاتية، وفعالية العلاجات القائمة على الأدلة، بدلاً من الاعتماد على المعجزات. فعلى الرغم من وجود حالات نادرة من الشفاء الذاتي غير المبرر، إلا أنها لا تمثل النتائج النموذجية لأمراض الأورام. لذا من الضروري فهم حدود هذه القصص، ووضع الثقة في المهنيين الطبيين والعلاجات المثبتة علميًا للحصول على أفضل فرصة للشفاء.