تتبع أصوات الجسم الدقيقة لاسلكيًّا
تتبع أصوات الجسم الدقيقة لاسلكيًّاNorthwestern Medicine

أجهزة جديدة تلتقط أصوات الجسم لرصد المشاكل الصحية

كشف باحثون من جامعة "نورث وسترن" الأمريكية عن ابتكار أجهزة مصغرة قابلة للارتداء، قادرة على مراقبة أصوات الجسم الحيوية بشكل مستمر، ما يشكل نقلة نوعية في الرعاية الصحية.

وبحسب موقع الجامعة، تم تصميم الأجهزة بشكل يساعد على التصاقها بالجلد بشكل جيد، لتتبع أصوات الجسم الدقيقة لاسلكيًّا عبر مناطق متعددة من الجسم في وقت واحد. وقد تم إثبات فاعليتها من خلال الاختبارات التي أجريت على مجموعات متنوعة من المرضى، بدءًا من الأطفال الخدج الذين يعانون مضاعفات الجهاز التنفسي، إلى البالغين الذين يعانون أمراض الرئة المزمنة.

وشدد الباحث الرئيس الدكتور "جون روجرز" على القيود المفروضة على طرق الفحوصات الحالية، مسلطا الضوء على الحاجة إلى تقييمات مستمرة وشاملة.

وأضاف أن الأدوات التقليدية، مثل السماعات الطبية، تتطلب إجراء تقييمات نقطة بنقطة، في حين توفر الأجهزة الجديدة القابلة للارتداء مراقبة متواصلة وفي الوقت الفعلي دون إزعاج الأجهزة السلكية الضخمة.

كما أكد الدكتور "أنكيت بهارات"، الذي يقود البحث السريري على الأشخاص البالغين، القدرة الفريدة للأجهزة على تقييم صحة الرئة ديناميكيًّا على غرار استماع العديد من الأطباء في وقت واحد إلى مناطق مختلفة من الرئة، إذ تقدم هذه المراقبة المستمرة، التي لا تتأثر بتداخل الضوضاء المحيطة، بيانات داخلية للأطباء المعالجين.

وفي وصف للتكنولوجيا المستخدمة، تدمج الأجهزة المغطاة بالسيليكون الناعم الميكروفونات الرقمية ومقاييس التسارع، ما يوفر شبكة استشعار مفصلة وغير جراحية. كما إن حجمها الصغير، الذي يبلغ 40 × 20 × 8 ملم فقط، يسهل التتبع المستمر لتدفقات هواء الرئة، وإيقاعات القلب وحركات الجهاز الهضمي.

أخبار ذات صلة
اختبار دم للكشف عن سرطان الرئة في مراحله المبكرة

التأثير على الأطفال الخدج

وبالنسبة للأطفال الخدج في العناية المركزة، فتوفر هذه الأجهزة حلًّا ثوريًّا في مجال المراقبة غير التدخلية، وهو أمر بالغ الأهمية للرضع المعرضين لمضاعفات الرئة، إذ تصبح المراقبة المستمرة أثناء اليقظة والنوم أساسية للتمييز بين الأنواع الفرعية لانقطاع التنفس واكتشاف انسداد تدفق الهواء.

علاوة على ذلك، فإن قدرة الأجهزة الجديدة على تتبع عملية الهضم عند الرضع من خلال أصوات الأمعاء بمثابة نظام إنذار مبكر لمشاكل الجهاز الهضمي. ولا تنبه هذه الميزة الأطباء إلى المضاعفات الوشيكة فحسب، بل تحرر أيضًا الأطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة من العديد من أجهزة الاستشعار والكابلات المتصلة بشاشات المراقبة بجانب السرير.

التأثير على البالغين

أما الأشخاص البالغين، بمن في ذلك أولئك الذين يعانون أمراض الرئة المزمنة، فقد التقطت الأجهزة الجديدة أصوات الرئة وحركاتها وتحليلها عبر مناطق متعددة في وقت واحد، وهو ما سيسهم في توجيه القرارات السريرية، وتخصيص العلاجات، وتقييم استجابات المرضى للأدوية، وربما التخفيف من تأثير أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

ومع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، فإن دمجها في الإعدادات السريرية يمكن أن يبشر بعصر جديد من الرعاية الصحية الاستباقية والتشخيصية، ما قد ينقذ عددًا لا يحصى من الأرواح ويضع معيارًا جديدًا في إدارة الحالات الطبية المختلفة عبر جميع الفئات العمرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com