الجيش الإسرائيلي ينسف مباني سكنية في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس
يشكّل التعرض لأشعة الشمس مخاطر مختلفة طوال الحياة، مما يجعل من الضروري تعديل استراتيجيات الحماية منها وفقًا لمراحل العمر المختلفة.
من الطفولة حتى الشيخوخة، يساعد فهم كيفية تأثير الشمس في البشرة بمختلف مراحل الحياة على تقليل الأضرار طويلة الأمد، بما في ذلك خطر الإصابة بسرطان الجلد، بحسب تقرير نشره موقع ”Good Housekeeping“.
في الطفولة، تكمن الأولوية في الوقاية من حروق الشمس، التي تزيد بشكل كبير خطر الإصابة بسرطان الجلد في وقت لاحق من الحياة.
وتشير الدراسات إلى أن حروق الشمس الشديدة في هذه الفترة يمكن أن تضاعف احتمالية الإصابة بالميلانوما، بينما يزيد التعرض لخمس أو أكثر من الحروق الشديدة بين سن 15 و 20 بنسبة 80%.
لتقليل هذه المخاطر، يؤكد الخبراء أهمية تجنب الحروق في هذه السنوات الحرجة. وتؤكد سوزانا دانيلز، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ميلانوما فوكس، أن على الأطفال استخدام واقي شمس بمعامل حماية 30 أو أكثر، بالإضافة إلى ارتداء القبعات والنظارات الشمسية وغطاء الجلد المكشوف بالملابس الواقية، خاصة خلال ساعات الذروة.
من المهم أيضًا اختيار واقيات الشمس بعناية وتجنب تلك التي تدعي أنها توفر حماية طوال اليوم دون إعادة التطبيق، لأنها غالبًا ما تفشل في أخذ عوامل مثل التعرق أو السباحة في الحسبان.
عندما ندخل العشرينات والثلاثينات من العمر، تكون البشرة أكثر مرونة وتستطيع إصلاح نفسها بكفاءة، مما يعني أن الأضرار الناتجة عن التعرض للشمس قد لا تكون ملحوظة على الفور.
ومع ذلك، يرتبط التعرض الطويل لأشعة الشمس بالعديد من أنواع سرطان الجلد، بما في ذلك سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية والميلانوما. وتبقى الحماية من الشمس ضرورية خلال هذه المرحلة.
وبالنسبة للنساء، هناك مخاوف إضافية، إذ تعاني نسبة كبيرة من النساء أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، التي يمكن أن تتفاقم بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
تقول الدكتورة أنجيلي ماهتو، استشارية الأمراض الجلدية: "بالنسبة لأولئك المعرضين للخطر، تعدّ الحماية من الشمس أمرًا بالغ الأهمية لمنع تفشي الأعراض".
ويوصى باستخدام واقيات شمسية ذات حماية واسعة الطيف، إذ تحمي من أشعة UVB (المسؤولة عن الحروق والسرطان) وأشعة UVA (التي تسهم في الشيخوخة المبكرة والحالات الجلدية مثل الذئبة).
قد تلاحظ النساء الحوامل زيادة في حساسيتهن لأشعة الشمس، ويمكن أن يؤدي هذا إلى حالات مثل الكلف، وهو اضطراب في التصبغ ناتج عن التغيرات الهرمونية ويزيد بسبب التعرض للشمس.
ويوصي الخبراء باستخدام واقي شمس واسع الطيف بمعامل حماية 30 أو أكثر، بالإضافة إلى ارتداء الملابس الواقية مثل القبعات واسعة الحواف.
وتقول الدكتورة ماهتو: "تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس أمر أساسي للحد من خطر الإصابة بالكلف". من المهم بشكل خاص للنساء الحوامل إعطاء الأولوية لحماية البشرة خلال هذه الفترة.
التقلبات الهرمونية خلال سن اليأس يمكن أن تجعل البشرة أكثر عرضة للتلف الناتج عن الشمس. ومع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، تصبح البشرة أرق وأكثر جفافًا وأقل قدرة على إصلاح نفسها، مما يجعلها أكثر عرضة لتلف الأشعة فوق البنفسجية.
بينما تنصح هيئة الخدمات الصحية النساء في سن اليأس بالحصول على بعض أشعة الشمس لتحفيز إنتاج فيتامين د، يجب عليهن اتخاذ احتياطات إضافية ضد التعرض للشمس.
وتؤكد الدكتورة ماهتو أهمية ارتداء واقي شمس واسع الطيف وملابس واقية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لفيتامين B3 (النياسيناميد) أن يساعد على تقوية حاجز البشرة، وتحسين الترطيب، وتقليل الالتهابات، مما يوفر طبقة حماية إضافية خلال هذه المرحلة من الحياة.
كما يساعد النياسيناميد على توحيد لون البشرة وتقليل التصبغ، الذي قد يتفاقم بسبب التعرض للشمس.
في مرحلة الشيخوخة، تصبح البشرة أرق وأقل مرونة، مما يؤدي إلى زيادة الجفاف، ومشاكل التصبغ، وزيادة احتمال الإصابة بآفات سرطانية محتملة.
كما أن التغيرات المرتبطة بالعمر تؤدي إلى ضعف قدرة الجهاز المناعي على إصلاح الأضرار الخلوية التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الجلد.
على الرغم من أن واقي الشمس بمعامل حماية 30 أو 50 يظل فعالًا، يُنصح كبار السن باستخدام واقيات شمسية تحتوي على مضادات الأكسدة لمكافحة الإجهاد التأكسدي. كما يُوصى باستخدام واقيات شمسية مرطبة للتعامل مع البشرة الجافة والأكثر هشاشة.
وتقول الدكتورة ماهتو: "لم يفت الأوان أبدًا لبدء حماية بشرتك"، مشيرة إلى أهمية الحماية المستمرة لتجنب المزيد من الأضرار.
وتعد الحماية من الشمس أمرًا بالغ الأهمية في كل مرحلة من مراحل الحياة، إذ تتطور الاستراتيجيات لتناسب احتياجات البشرة المتغيرة. سواء في الطفولة أو الشباب أو الحمل أو سن اليأس أو الشيخوخة، يمكن أن تساعد واقيات الشمس، والملابس الواقية، والعادات السليمة في التعرض للشمس على منع الأضرار طويلة الأمد، بما في ذلك خطر الإصابة بسرطان الجلد.
من خلال التكيف مع التحديات الفريدة التي تفرضها الشمس في كل مرحلة من العمر، يمكن للأفراد حماية البشرة لمستقبل أكثر صحة.