مسؤول أممي: قطاع غزة يمر بأسوأ فترة منذ 19 شهرا
كشفت دراسة علمية حديثة أن النشاط البدني، حتى لو كان محدودًا وقصير المدة، لا يقتصر تأثيره على صحة القلب فحسب، بل يمتد أيضًا ليشمل الدماغ، ما يساهم في الوقاية من التدهور المعرفي والخرف المرتبطين بتقدم العمر.
الدراسة التي نُشرت في مجلة The Lancet الطبية، أعدها باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع معهد كوينزلاند لأبحاث الدماغ في أستراليا، وخلصت إلى أن التمارين البدنية عالية الشدة، حتى لو كانت قصيرة، يمكن أن تؤخر شيخوخة الدماغ وتحد من خطر الإصابة بالخرف.
وقالت الباحثة الرئيسة أتفو تاري: "الرياضة لا تفيد القلب فقط، بل تُعد وسيلة فعالة وواعدة للحفاظ على وظائف الدماغ، والوقاية من التراجع المعرفي".
واستعرض الباحثون نتائج دراسات سابقة على البشر والحيوانات، أظهرت أن التمارين تحسّن تدفق الدم إلى الدماغ، وتقلل من الالتهاب، وتُعزز وظائف المناعة، وتزيد مرونة الدماغ العصبية، كما تساهم في إفراز جزيئات واقية تتراجع طبيعيًا مع التقدم في العمر، ما يعزز من كفاءة الدماغ ووظائفه.
وبينما توصي الإرشادات الصحية الحالية بممارسة 150 دقيقة من النشاط المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط عالي الشدة أسبوعيًا، تشير الدراسة إلى أن نسبة أقل من التمارين عالية الشدة قد تكون كافية لتحقيق نتائج ملموسة، ويكفي، على سبيل المثال، المشي السريع بدرجة تمنع الشخص من الحديث بسهولة أثناء ممارسته.
وأكد البروفيسور أولريك ويسلوف، أحد المشاركين في الدراسة، أن "التمارين القصيرة والقوية قد تقلل خطر الخرف بنسبة تصل إلى 40%، ما يجعل من الضروري إيصال هذه الرسالة بشكل واضح للجمهور".
ودعا الباحثون إلى تحديث الإرشادات الصحية العالمية بما يعكس أهمية التمارين القصيرة وعالية الشدة، مشيرين إلى أن كثيرين لا يلتزمون بالتوصيات الحالية لأنها تبدو صعبة التطبيق.
وقالت تاري: "ليس من الضروري الوصول إلى مستويات عالية من التمرين، الكميات المعتدلة من التمارين القوية يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا، والأهم من ذلك، أنه لا وقت متأخر لبدء العناية بالدماغ".
ومع ازدياد معدلات الشيخوخة عالميًا، تتزايد أعباء الأمراض المرتبطة بتقدم السن، خاصة الخرف، في ظل غياب علاجات فعالة. لذا، أصبحت الوقاية أولوية في السياسات الصحية.
وأكدت تاري أن "النشاط البدني وسيلة بسيطة، قليلة التكلفة، وآمنة تمامًا لتعزيز صحة الدماغ، ويجب أن يكون الخيار الأول في استراتيجيات الوقاية".
وتعزز هذه الدراسة الدعوات إلى دمج التمارين القصيرة في روتين الحياة اليومية كوسيلة عملية ومستدامة للحفاظ على الصحة العقلية والوقاية من التراجع الإدراكي.