إعلام إيراني: ويتكوف غادر لكن المفاوضات النووية لاتزال مستمرة

logo
صحة

بين الصحة والمجاملة.. لمن الأولوية في جدل "الغمسة المزدوجة"؟

بين الصحة والمجاملة.. لمن الأولوية في جدل "الغمسة المزدوجة"؟
تعبيرية
03 مايو 2025، 2:29 ص

في التجمعات الاجتماعية حول العالم، لا تزال عادة "الغمسة المزدوجة"، أي غمس قطعة من الخضار أو المقرمشات في صحن مشترك، ثم أخذ قضمة منها وإعادة غمسها مرة أخرى، ممارسة شائعة، وإن كانت موضع استهجان أحيانا. 

لكن بحسب تقرير نشره موقع "Food Poisoning News"، فخلف هذا الجدل حول قواعد الإتيكيت، يبرز سؤال أكثر جدية "هل يمكن أن تعرض هذه العادة العفوية الضيوف لخطر صحي؟".

أدلة علمية تثير القلق

كشفت دراسات حديثة أن "الغمسة المزدوجة" قد تنقل مئات البكتيريا إلى الأطعمة المشتركة. فقد وجد الباحثون أن إعادة غمس طعام سبق قضمه تنقل اللعاب المحمل بالبكتيريا الفموية إلى الصحن المشترك. 

أخبار ذات علاقة

بين الأخلاق والتقنية.. لماذا قد يفشل الذكاء الاصطناعي في الصحة العامة؟

وتعتمد درجة التلوث على نوع الصلصة المستخدم؛ إذ أظهرت الصلصات الحمضية نموًا بكتيريًا أقل، في حين أن الصلصات الغنية بالبروتين مثل صوص الجبن وفّرت بيئة خصبة لتكاثر بكتيريا مثل المكورات العقدية والإشريكية القولونية.

ورغم أن خطر الإصابة بالعدوى يبقى منخفضًا في أغلب الحالات، إلا أن الباحثين يحذرون من أن وجود مسببات الأمراض وحالة الجهاز المناعي للفرد تلعب دورًا حاسمًا. فالأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مثل أصحاب المناعة الضعيفة، قد يواجهون مخاطر أكبر حتى من التعرض البسيط للأطعمة الملوثة.

الإتيكيت في مواجهة الأدلة

رغم تزايد الوعي، لا تزال هذه العادة قائمة، فكثيرون يعتبرونها مجرد خطأ اجتماعي بسيط وليس مسألة صحية.

وغالبًا ما تطغى ديناميكيات التفاعل الاجتماعي على ممارسات النظافة في المناسبات غير الرسمية، حيث تكون الراحة والألفة أولوية.

أخبار ذات علاقة

أوبرا وينفري: امتنعتُ عن حضور المناسبات الاجتماعية بسبب وزني

وتكتفي أدلة الإتيكيت بوصفها بأنها تصرف غير لائق، دون التأكيد على تبعاتها الصحية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الكثيرين يعترفون بممارسة "الغمسة المزدوجة" إما عن غير قصد أو دون إدراك لانزعاج الآخرين. وفي أجواء كهذه، يتردد المضيفون عادة في فرض قواعد صارمة تتعلق بسلامة الطعام، خشية أن يظهروا بمظهر المتشدد أو أن يفسدوا أجواء المناسبة.

نصائح رسمية وحلول عملية

توصي الجهات الصحية بتجنب استخدام الأدوات المشتركة وتشجيع ممارسات النظافة الجيدة، خاصة في البوفيهات والمناسبات التي تعتمد على الطعام المشترك. ويمكن تكييف هذه الإرشادات لمواجهة ظاهرة "الغمسة المزدوجة"، لا سيما خلال مواسم التجمعات.

ومن التدابير الوقائية البسيطة تقديم حصص فردية من الصلصة، أو وضع أطباق صغيرة بجانب الأطباق المشتركة، أو توفير ملاعق وشوك للتقديم. كما يمكن للمضيفين تعزيز ممارسات النظافة من خلال وضع إشارات توجيهية واضحة أو تذكيرات لطيفة دون التسبب بالإحراج أو الإزعاج.

أخبار ذات علاقة

عادات غذائية "ذكية" تعزز إنتاجيتك في العمل

ردم الفجوة

يُظهر الجدل حول "الغمسة المزدوجة" التوتر القائم بين الدليل العلمي والعادات الاجتماعية. فبينما يبقى خطر الإصابة بأمراض خطيرة منخفضًا، يرى خبراء الصحة أن إجراء تعديلات بسيطة وغير مكلفة قد يقلل من المخاطر، خاصة للفئات الأكثر عرضة.

ويقترح المختصون في الصحة العامة أن رفع الوعي وتطبيع عادات وقائية مثل غسل اليدين واستخدام أدوات تقديم فردية يمكن أن يسهم في تغيير السلوكيات بمرور الوقت.

ويؤكدون أن هذه التعديلات لا تنتقص من الطابع الاجتماعي للمناسبات بل تعززه مع إضافة عنصر الأمان.

ويتجاوز السؤال حول "الغمسة المزدوجة" مجرد مسألة إتيكيت، بحسب الخبراء، بل يعكس كيفية موازنة المجتمع بين المتعة والسلامة.

ومن خلال المعرفة واللباقة، يستطيع المضيفون والضيوف اتخاذ قرارات واعية تحترم التقاليد وتواكب التقدم العلمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC