كشفت دراسة حديثة أن البالغين الذين يعانون اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يُظهرون حساسية أكبر تجاه المؤثرات اللمسية مقارنة بالأفراد الطبيعيين.
وتقدم الدراسة، التي نشرها موقع Psy Post، رؤى أعمق حول كيفية تأثير التحميل الحسي، خاصة فيما يتعلق باللمس، على الأفراد المصابين بهذا الاضطراب، وعلاقته المحتملة بأعراض التشتت.
ويُعدُّ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه اضطرابًا عصبيًّا تنمويًّا، ويتميز أساسًا بأعراض التشتت وفرط الحركة والاندفاع، وعلى حين يرتبط هذا الاضطراب غالبًا بالأطفال، إلا أنه يستمر في التأثير في عدد كبير من البالغين.
وعلى الرغم من وجود كثير من الأدلة المتعلقة بالحساسيات الحسية لدى المصابين بهذا الاضطراب، فإن الأبحاث العلمية المتعلقة بهذه الظاهرة لا تزال محدودة، خاصة لدى البالغين.
وقالت قائدة الدراسة، مورغان فروست-كارلسون، طالبة الدكتوراه في جامعة لينشوبينغ السويدية "غالبًا ما يستمر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في مرحلة البلوغ، ويمكن أن يؤثر تأثيرًا كبيرًا في الأداء اليومي، لذا رأينا أنه من المهم التحقيق في حساسية اللمس لدى البالغين من خلال دراسة تجريبية لمعرفة ما إذا كنا نستطيع إيجاد دليل على وجود هذه الحساسية وما إذا كانت مرتبطة بأعراض الاضطراب الأساسية مثل التشتت وفرط الحركة والاندفاع".
ولتقييم حساسية اللمس بشكل موضوعي، استخدم الباحثون تقنية تسمى "الجهود الحسية الجسدية" (SEPs)، التي تقيس أنماط موجات الدماغ استجابةً للمؤثرات الحسية، في هذه الحالة، طُبِّق تحفيز كهربائي على العصب الكعبري في الذراع، وعُدِّلَت شدته وفقًا لقدرة كل مشارك على تحمله.
وخضع المشاركون لثلاث حالات مختلفة من اللمس: لمس الذات (إذ يلمس المشاركون ذراعهم بأنفسهم)، ولمس الآخرين (إذ يلمس الباحث ذراع المشارك)، ولمس جسم غير حي، وسُجِّل النشاط الدماغي باستخدام أقطاب كهربائية وضعت على فروة الرأس والرقبة في أثناء تطبيق التحفيز الكهربائي.
بالإضافة إلى "الجهود الحسية الجسدية"، أكمل المشاركون اختبارًا يسمى "QbTest" لقياس التشتت وفرط الحركة والاندفاع، حلل الباحثون العلاقة بين أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وحساسية اللمس واستجابات الدماغ.
وأظهرت النتائج اختلافات واضحة بين البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والأفراد الطبيعيين، أولًا أبلغ المشاركون المصابون بالاضطراب عن حساسية أعلى تجاه اللمس، ما يدعم فكرة أن الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه أكثر عرضة للتحميل الحسي.
وجرى تأكيد ذلك من خلال انخفاض قدرتهم على تحمل التحفيز الكهربائي، إذ وجدوا أن الشدة الأدنى غير مريحة مقارنة بالأفراد الطبيعيين.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أدمغة البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه نشاطًا مميزًا خلال حالات اللمس، وكانت سعات "الجهود الحسية الجسدية" أقل لدى هؤلاء الأفراد في أثناء حالتي لمس الذات ولمس الآخرين، ما يشير إلى أن لديهم صعوبة في دمج المؤثرات اللمسية، وهو ما قد يسهم في زيادة التحميل الحسي.
ومن المثير للاهتمام أن هذا الانخفاض في النشاط الدماغي لم يُلاحظ في أثناء لمس الجسم غير الحي، ما يشير إلى أن الحساسية اللمسية أكثر وضوحًا عندما يتعلق الأمر باللمس الذي يتضمن الجسم.
وأظهر التحليل أن الفروق الأكبر في النشاط الدماغي ترتبط بزيادة حدة الأعراض المرتبطة بالتشتت. وهذا يشير إلى أن صعوبة معالجة المعلومات اللمسية قد تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأعراض التشتت لدى المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.