الرئاسة السورية: نعمل على إرسال قوة متخصصة لإيقاف الاقتتال في السويداء بالتوازي مع إجراءات سياسية

logo
صحة

"توتر الشمس".. هل يراودك القلق من تفويت قضاء يوم خارج البيت؟

"توتر الشمس".. هل يراودك القلق من تفويت قضاء يوم خارج البيت؟
تعبيرية
13 مايو 2025، 8:56 م

مع تحسن الطقس في العديد من البلدان، يواجه عدد متزايد من الأشخاص شعورًا عاطفيًا غريبًا، ألا وهو الإحساس بالتوتر لعدم الخروج من المنزل.

ويُطلق خبراء الصحة النفسية على هذه الحالة اسم "توتر الشمس"، وهو شعور بالندم أو الخجل من اختيار الراحة أو العزلة عندما يبدو الطقس مثاليًا للاستمتاع بالخارج.

وبحسب تقرير نشره موقع "هافنغتون بوست"، تنتشر هذه الظاهرة بشكل خاص في المناطق التي تشهد طقسًا لطيفًا على مدار العام.

وتروي إحدى المقيمات في لوس أنجلوس، والتي انتقلت إليها من الساحل الشرقي، أنها كانت مبهورة في البداية بأشعة الشمس المستمرة، لكنها بدأت، لاحقًا، تشعر بضغط دائم للخروج يوميًا في نزهات أو ركوب الدراجة أو تناول الطعام في الهواء الطلق. وقالت: "كان الأمر يبدو وكأنني أُضيّع اليوم إذا لم أخرج".

أخبار ذات علاقة

كيف يؤثر الطقس الحار على كبار السن؟

كيف يؤثر الطقس الحار على كبار السن؟

وتوضح المعالجة النفسية ميليسا هوملت أن توتر الشمس، غالبًا، ما ينشأ من توقعات داخلية متجذرة. وقالت: "هو ذلك الشعور بالضغط أو الندم الذي يشعر به الناس عندما يختارون البقاء في الداخل في يوم جميل".

وأضافت: "ليس هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للاستمتاع بالطقس الجيد، ولا يوجد تعريف واحد لما يعنيه قضاء اليوم بشكل جيد".

ثقافة الإنتاجية والكمالية

غالبًا ما يظهر توتر الشمس على شكل صوت داخلي مُلحّ يدفع الفرد للخروج، حتى عندما يكون الجسد والعقل بحاجة للراحة.

وتصف كلوديا جيوليتّي رايت، وهي معالجة نفسية ومؤسسة مركز العلاج النفسي للشابات في نيويورك، هذا الشعور بأنه "صراع ذهني بين الحاجة للراحة وضغط المجتمع المستمر نحو النشاط".

وتضيف: "قد تشعر وكأنك تُضيّع اليوم، أو تبدأ بمقارنة نفسك بالآخرين أثناء تصفح صور أصدقائك وهم يستمتعون بالخارج".

أخبار ذات علاقة

بسبب الطقس الحار.. إسبانيا تحث السياح على زيارة المتاحف

بسبب الطقس الحار.. إسبانيا تحث السياح على زيارة المتاحف

وتشير إلى أن هذه المشاعر تكون أكثر قسوة على الأشخاص الذين يعانون مسبقًا من الإرهاق أو القلق أو التوقعات الذاتية العالية.

ويرى الخبراء أن جذور توتر الشمس تعود إلى خطاب ثقافي أوسع يقدّس الفعل على حساب الوجود.

وتقول جيوليتّي رايت: "نعيش في مجتمع يكافئ الإنتاجية"، بينما تشير هوملت إلى أن الاعتقاد السائد بأن الأنشطة الخارجية أكثر صحية من البقاء في المنزل يعزز هذا الضغط، حتى إن تعارض مع الاحتياجات الفردية.

كيف تتعامل مع توتر الشمس؟

يوصي خبراء الصحة النفسية بعدة خطوات للتعامل مع هذا الشعور. الخطوة الأولى هي الاعتراف بالمشاعر. تقول هوملت: "تسمية الشعور، مثل القول: ‘أشعر بضغط للخروج، لكنني بحاجة للراحة’، تساعد على إيجاد وعي ذاتي، وتقلّل من الميل لجلد الذات".

أخبار ذات علاقة

مثل البشر.. "تكتيكات" تعتمدها الحيوانات لمواجهة الطقس الحار(صور)

مثل البشر.. "تكتيكات" تعتمدها الحيوانات لمواجهة الطقس الحار(صور)

 الخطوة التالية هي التفكير في مصدر هذا التوتر. وتنصح جيوليتّي رايت بطرح أسئلة على الذات مثل: ما الرسائل التي أوجهها لنفسي؟ وهل هذه الرسائل نابعة مني، أم أنني ورثتها من الوالدين أو المعلمين أو الأصدقاء؟ فمن خلال تحديد المصدر، يمكن للفرد أن يقرر إن كان هذا الاعتقاد ما زال يخدمه، أم أنه بحاجة إلى تغييره.

وتكمن الخطوة التالية في إعادة صياغة التفكير. فبدلاً من الاعتقاد بأنك "أضعت اليوم"، ينصح الخبراء بتبديل الفكرة إلى "الراحة شكل من أشكال الإنتاجية" هذا التحول الذهني يعزز من قيمة الراحة كوسيلة ضرورية للعناية بالنفس وليس علامة على التقصير.

إعادة تعريف "الاستمتاع بالطقس"

جزء من التعامل مع توتر الشمس يتطلب توسيع مفهوم الاستمتاع بالطقس الجميل. تقول جيوليتّي رايت: "الاستمتاع بيوم مشمس لا يعني بالضرورة ممارسة نشاط بدني شاق"، مضيفة أن الأمر قد يكون بسيطًا مثل فتح النافذة، أو الجلوس على الشرفة، أو شرب القهوة بجانب أشعة الشمس داخل المنزل.

أخبار ذات علاقة

هل يؤثر الطقس البارد على صحة المفاصل؟

هل يؤثر الطقس البارد على صحة المفاصل؟

وتؤكد كل من الخبيرتين أن الهدف هو التعامل مع الوقت في الهواء الطلق بطريقة مرنة وبديهية، بدلاً من اعتباره مهمة أخرى يجب إنجازها.

ومن خلال منح النفس الإذن بالراحة، حتى في أجمل الأيام، يمكن للناس تهدئة الصوت الداخلي الناقد واتخاذ قرارات تنسجم مع احتياجاتهم الحقيقية.

وتختم هوملت بالقول: "قيمتك لا تُقاس دائمًا بإنتاجيتك. في بعض الأحيان، تُقاس بقدرتك على التوقف، والراحة، واختيار نفسك أولًا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC