إعلام فلسطيني: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم 10 من طالبي المساعدات
لا يقتصر الأمر على أن يحتفظ دماغك بأرشيف ضخم من الذكريات الموجودة فحسب، بل عليه أيضا أن يتتبع الأحداث الجديدة يوميا.
وهذا يتطلب الاستعداد للتعامل مع الذكريات الجديدة قبل حدوثها، حتى في أثناء معالجة الذكريات القديمة.
ووفقا لدراسة جديدة نشرها موقع "ساينس أليرت"، يبدو أن النوم يساعدنا على معالجة ليس فقط ذكريات الماضي، بل أيضا ذكريات المستقبل.
فبالإضافة إلى ترسيخ الذكريات وحفظها في أثناء النوم، تشير الدراسة إلى أن أدمغتنا تُهيئنا بنشاط لتسجيل الأحداث القادمة.
الذاكرة ظاهرة واسعة ومتعددة الأوجه تساعدنا في تشكيل ما نحن عليه، ومن وجهة نظرنا الذاتية قد تبدو سحرية تقريبا، وتتجاوز بطريقة ما مكوناتها المنفصلة.
لكن الأمر ليس كذلك. فعلى المستوى الخلوي، تقوم مجموعات من الخلايا العصبية المتخصصة، تُعرف بخلايا الإنغرام، بتشفير تجاربنا الحياتية ماديا بصيغة نستطيع تذكرها لاحقا.
وأوضحت أبحاث سابقة أن النوم ضروري لنجاح هذه العملية، إلا أن العديد من التفاصيل الفسيولوجية لا تزال غامضة، فبالإضافة إلى مجرد تخزين الذكريات، تقوم أدمغتنا أيضا بعمليات معالجة وتنظيم مذهلة، ويحدث الكثير منها خلال فترات الراحة الذهنية.
وفي الدراسة الجديدة، سعى الباحثون في اليابان إلى معرفة المزيد عن الدور الذي يلعبه النوم في معالجة الذاكرة، بما في ذلك التحضير للتجارب التي لا تنسى والتي لم تحدث بعد.
استخدم الباحثون نظام تصوير للفئران التي تتحرك بحرية، قادر على كشف الخلايا الإنجرامية وغير الإنجرامية عبر مراحل معالجة الذاكرة، وتمكنوا من تتبع النشاط العصبي قبل وفي أثناء وبعد الأحداث التي لا تُنسى التي مرت بها الفئران.
وقد ألقى هذا ضوءا جديدا على سلوك مجموعات معينة من الخلايا العصبية في ظل ظروف معرفية مختلفة، بما في ذلك في أثناء نوم الفئران قبل وبعد تجارب التعلم.
وأبرزت النتائج عمليتين متوازيتين تتكشفان في مرحلة ما بعد التعلم. أولًا، أظهرت خلايا الإنغرام، التي شفّرت في البداية ذكرى ما، أنماط إعادة تنشيط متوقعة، وهي جزء من عملية الدماغ الموثقة جيدا لترسيخ الذكريات في أثناء النوم.
وكشفت الدراسة أيضا عن مجموعة أخرى مثيرة للاهتمام من الخلايا العصبية، لم تكن مرتبطة بعد بذكريات محددة وهي " خلايا الإنغرام المستقبلية "، كما يسميها الباحثون، نمت بشكل متزامن بشكل متزايد مع نوم الفئران بعد التعلم، ولاحقا، واصلت مجموعات الخلايا العصبية نفسها تشفير ذكريات جديدة ومختلفة.