المرصد السوري: غارة المسيّرة تتزامن مع محاولات إسرائيل قطع إمداد حزب الله بالسلاح من سوريا
أظهرت دراسة حديثة أُجريت في المجر أن المراهقين الذين لديهم حجم أصغر في منطقة اللوزة الدماغية معرضون لخطر أكبر للإصابة باضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه (ADHD)، ويميلون إلى المعاناة من أعراض أشد لهذا الاضطراب.
وتسلط الدراسة، التي نشرها موقع PsyPost نقلًا عن مجلة علم الأمراض النفسية لدى الأطفال والمراهقين، الضوء على الدور المحتمل لتركيب الدماغ في تطور وشدة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
يُعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه اضطرابًا في النمو العصبي، ويتميز بعدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاعية؛ ما يمكن أن يعطل بشكل كبير الأداء اليومي.
ويواجه الأفراد المصابون به صعوبة في التركيز على المهام وتنظيم الأنشطة واتباع التعليمات. كما تعد السلوكيات المفرطة النشاط، مثل الحركة الزائدة أو عدم القدرة على البقاء جالسًا، خاصة في بيئة المدرسة، شائعة أيضًا.
وعادة ما يتم تشخيص هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، خاصة مع دخول الأطفال إلى المدرسة الابتدائية، ولكن يمكن أن تستمر الأعراض إلى مرحلة البلوغ في حوالي 65٪ من الحالات.
على الصعيد العالمي، يؤثر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على ما بين 5٪ و 9٪ من الأطفال والمراهقين. وعلى الرغم من انتشاره، لا تزال الأسباب الدقيقة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه غير مفهومة بشكل كامل.
تشير الأبحاث إلى أن الفروق في هيكل ووظيفة بعض مناطق الدماغ قد يسهم في هذا الاضطراب. وقد حددت الدراسات السابقة اختلافات في حجم الدماغ بين الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وغير المصابين به، ولكن الآثار المحددة لهذه الاختلافات لم يتم فهمها بالكامل.
وهدفت الدراسة، التي قادها آدم ناراي، إلى التحقيق فيما إذا كان الحجم غير الطبيعي لمناطق معينة من الدماغ يمكن أن يتنبأ بخطر الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وشدة أعراضه.
افترض فريق البحث أنه إذا كان هناك ارتباط بين حجم مناطق معينة في الدماغ واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فقد يتمكن الأطباء من استخدام التصوير الدماغي كأداة لتحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
وقام الباحثون بتحليل بيانات من دراسة بودابست الطولية حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه واضطرابات السلوك الخارجي، والتي شملت 140 مراهقًا، مع تعمد تضمين نسبة أكبر من الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
بلغ متوسط عمر المشاركين 16 عامًا، وشكلت الإناث نسبة 38٪ منهم، فيما كان أغلبهم ينتمون إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية أعلى من المتوسط. وكان 12 مشاركًا يتلقون علاجًا بأدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه خلال فترة الدراسة.
خضع المشاركون لفحص بالرنين المغناطيسي لتقييم بنية الدماغ، كما قام المراهقون، ووالدوهم بتعبئة تقييمات لأعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والقلق، وأعراض الاكتئاب، وأعراض اضطراب التحدي المعارض (ODD).
واللوزة الدماغية هي مجموعة من الخلايا العصبية الصغيرة على شكل لوزة تقع في عمق الفصوص الصدغية للدماغ، وتلعب دورًا حاسمًا في معالجة العواطف وتشكيل الذكريات العاطفية. وكشفت الدراسة أن الحجم الأصغر في منطقة اللوزة الدماغية في كلا نصفي الدماغ مرتبط بمستويات أعلى من عدم الانتباه وفرط النشاط/الاندفاعية، وهي الأعراض الأساسية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.