أنباء عن هجوم سيبراني واسع على مؤسسات إيرانية بما فيها منشآت نووية
كشفت دراسة جديدة عن خمسة أنماط متميزة من الشيخوخة الدماغية، من خلال تحليل بيانات أكثر من 50,000 صورة دماغية.
واعتمدت الدراسة، التي نشرها موقع Elpais، وقادها كريستوس دافاتزيكوس من جامعة بنسلفانيا الأمريكية، على تكنولوجيا تعلم الآلة للكشف عن التغيرات الطفيفة في بنية الدماغ التي تكون غير مرئية للعين البشرية، مما قد يحدث ثورة في فهمنا للشيخوخة والأمراض التنكسية العصبية.
تاريخيًا، تم قياس الشيخوخة عن طريق مرور السنوات التقويمية، وهو منهج يفشل في التقاط الطرق الدقيقة التي يتقدم بها الأفراد في العمر. وقد لاحظ السير ويليام طومسون، المعروف بلورد كيلفن، أن الفهم الحقيقي لأي ظاهرة يتطلب قياسًا دقيقًا.
وتسعى الدراسة إلى تقديم مثل هذه الدقة، متجاوزة مقاييس العمر البسيطة إلى تقييم أكثر فردية لصحة الدماغ.
وحلل فريق البحث صور الدماغ من 1,150 شخصًا صحيًا تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عامًا، وقارنوا هذه الصور بصور من حوالي 9,000 شخص في الفئة العمرية نفسها، بمن في ذلك من يعانون تدهوراً إدراكيًا.
ومن خلال تدريب خوارزمية تعلم آلة للتعرف على الأنماط في هذه الصور، تمكن الباحثون من تحديد خمسة أنماط متميزة من الضمور الدماغي المرتبط بالشيخوخة، وترتبط هذه الأنماط أيضًا بظهور حالات تنكس عصبي مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن أنماط الشيخوخة المختلفة يمكن ربطها بكل من الخصائص البيولوجية والعوامل الحياتية؛ فقد يكون بعض الأفراد عرضة لأمراض الشيخوخة بناءً على سماتهم الجينية، بينما قد تظهر علامات الشيخوخة لدى آخرين تتأثر بخيارات نمط الحياة مثل شرب الكحول واستخدام التبغ.
وأظهر الأشخاص الذين يعانون تدهوراً إدراكيا خفيفا، وهو مقدمة للزهايمر، ميزات لعدة أنماط من الشيخوخة، مع نمط محدد يعد مؤشرًا قويًا لاحتمالية الإصابة بالخرف مستقبلا.
ويؤكد كريستوس دافاتزيكوس أن هذه الأبحاث توفر رؤى قيمة في شيخوخة الدماغ، لكنها لا تُترجم فورًا إلى خيارات علاجية.
وقال: "تعمل هذه الدراسة على تعزيز فهمنا لطرق الشيخوخة المتنوعة في الدماغ، التي تتأثر بأمراض أساسية وعوامل صحية عدة."
وأضاف: "الفائدة الفورية تكمن في تحسين التجارب السريرية من خلال تمكينها من تجنيد مشاركين ذوي ملفات شيخوخة أكثر تجانسًا، مما يسمح بالكشف عن التأثيرات الطفيفة للعلاجات في مجموعات أصغر وأهداف محددة."
طرق التنبؤ بالتدهور الإدراكي
بالإضافة إلى هذه الدراسة، سعت أبحاث حديثة إلى طرق بديلة للتنبؤ بتدهور إدراكي متسارع. على سبيل المثال، ربط علماء من جامعة جونز هوبكنز ارتفاع مستويات الالتهاب، القابلة للقياس من خلال تحاليل الدم، بزيادة التدهور الإدراكي.
وتشير نتائجهم إلى أن الأفراد الذين لديهم أعلى مستويات من الالتهاب شهدوا تدهورًا إدراكيًا بنسبة 8% أكثر مقارنة بأولئك الذين لديهم أدنى مستويات من الالتهاب. هذا يشير إلى أن إدارة الالتهاب من خلال التمارين والعلاجات العصبية الواقية الأخرى قد تقلل من تأثيرات الشيخوخة على وظائف الدماغ.
وفي تحقيق قاده ريتشارد بيثليم من جامعة كامبريدج، حاول فريق دولي من العلماء تحديد التغيرات الأساسية التي تحدث في الدماغ طوال الحياة. وأشار بيثليم إلى أن عدد الخلايا العصبية لدينا ينمو قبل الولادة حتى يصل إلى ذروته في سن السادسة، ثم يبدأ في الانخفاض بعد ذلك.
ويستمر عدد الاتصالات الدماغية في الزيادة حتى سن 29، ثم يبدأ في الانخفاض ببطء حتى يصل الشخص الخمسينيات من عمره. بعد ذلك، يتسارع فقدان هذه الاتصالات.
تمثل دراسة دافاتزيكوس وفريقه تقدمًا كبيرًا في فهم الشيخوخة الدماغية، من خلال تحديد أنماط محددة وربطها بملفات الصحة الفردية. تسعى هذه الدراسة إلى تعزيز قدرتنا على قياس ومعالجة الشيخوخة بشكل أكثر فاعلية؛ مما يقترب من الدقة التي تحدّث عنها كيلفن.