صفارات الإنذار تدوي في مرغليوت ومسغاف عام شمالي إسرائيل

logo
بيئة ومناخ

الأمطار تحوّل أجزاء من الصحراء الكبرى إلى اللون الأخضر (صور)

الأمطار تحوّل أجزاء من الصحراء الكبرى إلى اللون الأخضر (صور)
الصحراء الكبرىالمصدر: Getty Images
25 سبتمبر 2024، 11:18 ص

شهدت أجزاء من الصحراء الكبرى، إحدى أكثر المناطق جفافاً على وجه الأرض، تحوّلًا إلى اللون الأخضر بعد هطول أمطار غزيرة أدت إلى نمو النباتات في المناطق التي عادة ما تكون قاحلة. 

والتقطت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها وكالة ناسا ظهور الحياة النباتية في هذه المناطق، بحسب تقرير لموقع ABC7.

وجاءت هذه الأمطار الغزيرة نتيجة إعصار خارج مداري اجتاح شمال غرب أفريقيا بين 7 و8 سبتمبر، حيث أثرت الأمطار على دول مثل المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا. 

وتُعرف هذه المناطق بظروفها الجافة ونُدرة الأمطار، لكنها تشهد الآن انتعاشًا مؤقتًا للحياة النباتية، وفقًا لما ذكره مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا. وتتمثل الحياة النباتية في الغالب بالشجيرات والأشجار التي تنمو في مجاري الأنهار، التي توفر أرضية خصبة لنمو سريع. 

وأظهرت الصور التي التقطها قمر ناسا الصناعي "تيرا" باستخدام مقياس الطيف التصويري ذي الدقة المعتدلة (MODIS) تدفقًا كبيرًا للمياه في المناطق المنخفضة مثل مجاري الأنهار.

0877ffb7-aeb5-4578-8bed-92075ed30718

وأوضحت الباحثة سيلفيا ترزاسكا، المتخصصة في تغير المناخ من مدرسة كولومبيا للمناخ، أن مثل هذه الظواهر ليست غير متوقعة تمامًا، حيث قالت: "عندما تهطل أمطار غزيرة على هذه المناطق القاحلة، تستجيب النباتات بشكل شبه فوري“.

وأشار بيتر دي مينوكال، رئيس معهد وودز هول لعلوم المحيطات، إلى أن هذه الأحداث المطرية تحول الكثبان الرملية مؤقتًا إلى مساحات خضراء. وقال: "تصبح الكثبان الرملية حقولًا مزهرة بشكل مذهل، حيث تنمو النباتات بسرعة لفترة قصيرة للاستفادة من الرطوبة“.

586aa64a-be36-467b-8a71-c1d716a961da

إلى جانب نمو الحياة النباتية المفاجئ، بدأت البحيرات في المنطقة تمتلئ بالمياه، وهو أمر نادر في هذه الأجزاء من أفريقيا. وأشار موشي أرمان، محاضر أول في معهد علوم الأرض، إلى أن بحيرة سبخة الملح في وسط الجزائر قد امتلأت بالمياه ست مرات فقط بين عامي 2000 و2021. وأكد أرمان أن حدث هطول الأمطار الأخير يُعد تطورًا ملحوظًا لهذه المناطق الجافة عادة.

وتشير البيانات الأولية للأقمار الصناعية إلى أن بعض أجزاء الصحراء شهدت تراكمات مطرية تجاوزت نصف قدم. وتُعتبر كميات الأمطار هذه مذهلة بالنظر إلى أن بعض المناطق لا تتلقى سوى بضع بوصات من المطر سنويًا. 

أخبار ذات علاقة

الأمطار الغزيرة تحيي واحات المغرب

 وعلى الرغم من أن الأمطار الموسمية في الصحراء متوقعة خلال موسم الرياح الموسمية لغرب أفريقيا، إلا أن هذا الحدث كان غير معتاد بسبب التحول شمالًا في منطقة التقاء المدارين، وهي الحزام المطري الاستوائي. وقد سمح هذا التحول للنظام الجوي بجلب أمطار تعادل ما يسقط في عام كامل خلال بضعة أيام فقط، وفقًا لوكالة ناسا.

لكن لم تقتصر العواصف على الصحراء فقط، فقد أدت الأمطار الغزيرة إلى تدمير أجزاء من غرب ووسط أفريقيا، حيث توفي أكثر من 1000 شخص جراء الفيضانات في دول مثل تشاد، نيجيريا، مالي، والنيجر. ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، تأثر حوالي أربعة ملايين شخص عبر 14 دولة أفريقية بهذه الفيضانات.

ويعزو الخبراء هذا الطقس غير المعتاد إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك درجات الحرارة القياسية في المحيط الأطلسي الشمالي والانتقال من ظاهرة النينيو إلى ظاهرة النينيا. وقد أدت هذه التغيرات إلى دفع الحزام المطري نحو الشمال. 

وبينما قد تستمر التغيرات المناخية في إحداث تحولات في أنماط هطول الأمطار، أشار دي مينوكال إلى أن هذا الاتجاه قد ينقلب في المستقبل مع استقرار درجات حرارة المحيطات.

وتاريخياً، شهدت الصحراء الكبرى فترات كانت فيها مغطاة بالنباتات، خاصة بين 11,000 و5,000 سنة مضت، عندما كانت المنطقة مليئة بالخضرة والبحيرات الكبيرة.

وفي الوقت الحالي، تقدم الخضرة المؤقتة في الصحراء الكبرى لمحة عن ماضي الصحراء الأكثر خضرة، كما تعكس التأثير المتزايد لتغير المناخ على أنماط الطقس في المنطقة.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC