نيويورك تايمز": إيران طلبت من موسكو تعاوناً استخباراتياً قبل الضربة الإسرائيلية"
خلافا للأجيال السابقة، يشعر الآباء أن أبناءهم في هذا الجيل، وهو ما يطلق عليه "جيل ألفا"، أكثر جراءة و"أقل احتراما" وأكثر رغبة في لفت النظر والعناد، مقارنة بالسابق.
لا شك أن كل الآباء يشعرون أن جيلهم لم يكن كذلك، وكانوا لا يجرؤون على التعامل مع الأكبر سنا، وخاصة آباءهم، إلا باحترام شديد، ولا يملكون إلا الطاعة، ولا يتحدون بالنظر مباشرة في الأعين.
لكن رغم ما يشاع عن "جيل ألفا" بأنه جيل سيئ السلوك، إلا أنّ مؤسسة ومديرة علم نفس "نوبيل"، كاثرين نوبيل، ترى أن المسألة عبارة عن "سوء فهم"، وقد يكون السلوك المغاير لـ"جيل ألفا" نابع من تغيير الديناميكيات الاجتماعية وليس سمة الأجيال.
وتوضح الدكتورة نوبيل: "على النقيض من الأجيال السابقة، نشأ جيل ألفا في وقت كانت فيه القضايا العالمية واضحة للغاية، ويتم بث وجهات نظر متعددة بشكل متكرر، وتسمح لهم الأدوات الرقمية بالتعبير عن آرائهم منذ سن مبكرة".
وترى أن "هذه العوامل يمكن أن تجعلهم أكثر تحديًا للسلطة، وأكثر صعوبة في النقاش، مما يتوقعه الآباء، فيما يعتبرونه من تصرفات تشكك في الممارسات التقليدية والتأكيد على آرائهم".
وتضيف الدكتورة نوبيل: "ولا يمكننا أن ننسى أن الوصول إلى التكنولوجيا التي يمتلكها (جيل ألفا) من الهواتف الذكية إلى الأجهزة اللوحية إلى استخدام الإنترنت كجزء من المناهج المدرسية هو أمر غير مسبوق. وهذا بالطبع يشكل سلوكهم؛ أطفال (جيل ألفا) مواطنون رقميون حقيقيون".
لذلك على عكس الأجيال السابقة، التي كانت تظهر الطاعة والانصياع، بالقول "نعم يا سيدي"، أو "نعم يا سيدتي"، لا يفعل "جيل ألفا" ذلك، بل يجيبون بالقول "لماذا لا يمكن شرح هذا لي؟"، و"لن أفعل هذا إلا بطريقتي".
ونتيجة لذلك، عندما يقولون "لا"، تقول الدكتورة نوبيل "قد يُنظر إلى ذلك على أنه عدم احترام، عندما يكون في الواقع تعبيرًا عن رغبتهم في التعامل مع العالم بشكل أكثر فائدة".
وبدورها، تنصح كيلي أوريارد، وهي معالجة أسرية، الآباء بـ"استيعاب أبناء الجيل هذا"، نظرا لأن "العديد من سماته ولدت من البيئة التي نشأوا فيها، وهو عالم يعزز التعبير عن الذات، ويحتفل بالذكاء العاطفي، ويطرح التساؤلات".
وتقول إن "الجيل ألفا أتيحت له إمكانية الوصول إلى المزيد من المعلومات ووجهات النظر المتنوعة منذ سن مبكرة، ما عزز لديهم الشعور بالاستقلال والصوت القوي"، لذا على الآباء، ألا يصنفوا ذلك من باب "تحدي سلطتهم"، بل أن يروا ذلك بأنه "علامة على تطور ثقة هذا الجيل بنفسه وقدرته على التفكير النقدي".
وتؤكد أوريارد على ضرورة أن "يرعى الآباء هذه الصفات في أبنائهم (جيل ألفا)"، وأن يتم السماح لهم بالتعبير عن آرائهم، ومناقشتهم بمرونة والأخذ بالاعتبار وجهة نظرهم.
كما تشدد على أهمية أن يفرق الآباء بشكل واضح بين "الصراحة وعدم احترام القيم أو السلطة التقليدية".
وتلفت أوريارد إلى أنّ أحد النقاط المهمة للتعامل مع أبنائنا من هذا الجيل، هو استيعات مفرداتهم اللغوية الجديدة، والتي تولد في الغالب من مواقع التواصل الاجتماعي.