غارات إسرائيلية على بلدات عدلون والقليلة وأنصارية وطيردبا جنوب لبنان
في عالم الحيوان، يختلف عدد الصغار الذين يتم إنجابهم في كل مرة بشكل كبير بين الأنواع، حيث تتكيف إستراتيجيات التكاثر مع الاحتياجات البيئية والبقاء على قيد الحياة لكل نوع.
وبحسب تقرير نشره موقع "لايف ساينس" Live Science، يعتمد تحديد الحيوان الأكثر إنتاجًا للصغار على كيفية قياس الصغار، سواء من خلال عدد الأمشاج (البويضات غير المخصبة والحيوانات المنوية) أو البيض المخصب أو الولادات الحية.
وأضاف التقرير أن فهم هذه العملية التكاثرية المعقدة يتطلب دراسة عدة عوامل، بما في ذلك بيئة الحيوان وطريقة التكاثر ومتوسط العمر.
هل تتفوق الأسماك؟
وفقًا للدكتورة كاثلين كول، عالمة الأسماك في جامعة هاواي، فإن الكائنات المائية غالبًا ما تتصدر القائمة عند احتساب عدد الأمشاج التي يتم إطلاقها في وقت واحد. وعلقت قائلة "الأسماك تتفوق بفارق كبير." ويرجع ذلك أساسًا إلى طريقة التكاثر عن طريق التفريخ، حيث يطلق الحيوانات البيض والحيوانات المنوية في الماء للتخصيب الخارجي؛ ما يتيح لها إنتاج كميات كبيرة من الأمشاج بجهد طاقي أقل.
على سبيل المثال، يُعرف سمك الشمس المحيطي بإطلاق حوالي 300 مليون بيضة دفعة واحدة. ومع ذلك، يتم تخصيب هذه البيوض خارج جسم الأنثى؛ ما يجعل من المستحيل تتبع عدد البيوض التي تتطور إلى صغار قابلة للحياة.
وعلى الرغم من هذا العدد الهائل من البيوض، لا تزال أسماك الشمس مدرجة ضمن الأنواع المهددة بسبب الصيد العرضي، وفقًا للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN). ومن ثم، على الرغم من الإمكانيات التكاثرية الكبيرة لسمك الشمس، فإن الضغوط البيئية تقلل من احتمالية تحول كل هذه البيوض إلى أسماك بالغة.
"نمل السائق الأفريقي"
أما على اليابسة، فتبرز بعض الأنواع بقدرات تكاثرية مدهشة، إذ يتصدر نمل السائق الأفريقي قائمة الحشرات الاجتماعية، حيث يمكن أن تضع الملكة ما يصل إلى 4 ملايين بيضة في شهر واحد. وتتحكم الملكة بدقة في عدد البيض الذي يتم تخصيبه لضمان تحقيق توازن مناسب بين الذكور والإناث.
الحجل الرمادي
بالمقابل، تعتبر طيور الحجل الرمادي من بين أكثر الطيور وضعًا للبيض، حيث تضع ما يصل إلى 22 بيضة في الحضنة الواحدة. ولكن في عالم الولادة الحية، يتميز فرس البحر، حيث يضع الآباء صغارهم في كيس خاص، ويولدون حتى 2000 صغير في المرة الواحدة. ومن بين الثعابين، تبرز أفعى النفخة السامة التي سُجلت بولادة 156 صغيرًا مكتمل التطور في حمل واحد.
كما أن أحد العوامل التي تؤثر في حجم الولادة هو عمر الحيوان، فالأنواع التي تعيش لفترات قصيرة، مثل العديد من الأسماك والحشرات، تميل إلى إنتاج عدد أكبر من الصغار في دورة تكاثر واحدة لتعظيم فرص بقائها. وعلقت كول قائلة "لا يمكنها الانتظار لإنتاج المزيد من الصغار؛ يجب أن تترك بصمتها سريعًا. “
من ناحية أخرى، تميل الحيوانات ذات الأعمار الأطول، مثل الفيلة والحيتان، إلى إنجاب عدد أقل من الصغار، ولكن تستثمر وقتًا وجهدًا أكبر في رعايتهم. وبالمثل، فإن الحيوانات التي تضطر إلى حمل أو رعاية صغارها - مثل الخفافيش التي تلد صغيرًا واحدًا فقط في الحمل الواحد - عادة ما تكون لديها أعداد أقل من الصغار.
وبهذا، يختلف عدد الصغار الذين يمكن للحيوان إنتاجهم بشكل كبير، وتعتمد استراتيجيات التكاثر بشكل رئيسي على طريقة التكاثر، متوسط العمر، والظروف البيئية.