مراسل "إرم نيوز" في إيران: سماع دوي انفجارات ضخمة بأصفهان
من أكواخ حجرية مملة وسواحل جرداء لا تثير اهتمام أحد، إلى أشهر أماكن العالم السياحية والوجهة الأولى المفضلة للأثرياء والنجوم، هنا حيث الشوارع تتألق في المساء كعاصمة صاخبة للترفيه بتوقيع المشاهير والنخبة من مختلف المجالات.
إنها الريفييرا الفرنسية أو ما يُعرف بـ "كوت دازور"Côte d'Azur والتي يقصد بها تلك المنطقة الخلابة، شديدة السحر، الملقبة بـ "الجنة الأرضية"، تقع في ساحل فرنسا الشرقي على البحر المتوسط حيث تمتد بين "كاسيس" الفرنسية و"سان ريمو" الإيطالية، وتشمل عددًا من أكثر المدن ومناطق العالم جاذبية، مثل نيس، كان، موناكو.
كانت تلك المنطقة مأهولة بالسكان أثناء العصر الحجري، وشهدت حروبًا وصراعات بين ممالك وإمبراطوريات متعاقبة على مر التاريخ، لكن نقطة التحول الحقيقية في تاريخها، كانت في القرن التاسع عشر، حيث تحول المكان من مجرد تجمع لقرى الصيادين، إلى بدايات رونقه الحالي.
في هذا التوقيت، أصيب واحد من مشاهير الأطباء الإنجليز وهو جيمس هنري بينيت بمرض السل، الذي كان يشكل آنذاك تحديًا صحيًا مميتًا، كان بينيت قد درس الطب في باريس، ويعمل في فرنسا لمدة 25 عامًا، وعندما قضى فترة في الريفييرا، وتحديدًا في مدينة مينتون، لاحظ على الفور بدايات تعافيه من المرض المخيف ثم سرعان ما شُفي نهائيًا.
حكى الطبيب تجربته بانبهار لكبار معارفه في البلاط الملكي، حين عاد إلى إنجلترا، وبلغ الأمر سمع الملكة فكتوريا نفسها، فقررت أن تجرب بنفسها هذه الجنة المخفية، وكانت النتيجة مدهشة للملكة التي وصفت ما رأته بـ "الجنوب المشمس المنمق" وأمرت موظفيها بجلب مشاهير الأدباء والفنانين التشكيليين في الغرب، ليوثقوا بكلماتهم وألوانهم تلك البقعة المجهولة.
وسرعان ما دخل الأمريكيون والألمان على الخط، وترسخت تدريجيًا صورة الريفيرا باعتبارها منتجعًا صحيًا وترفيهيًا، لعلية القوم وصفوة الغرب من الطبقة الأرستقراطية، حيث يتنافس الأثرياء وكبار المسؤولين فيها على بناء القصور والفيلات.