بالفيديو والصور.. راهبات "كونغ فو" يدربن النساء على حماية أنفسهن من الاغتصاب 
بالفيديو والصور.. راهبات "كونغ فو" يدربن النساء على حماية أنفسهن من الاغتصاب بالفيديو والصور.. راهبات "كونغ فو" يدربن النساء على حماية أنفسهن من الاغتصاب 

بالفيديو والصور.. راهبات "كونغ فو" يدربن النساء على حماية أنفسهن من الاغتصاب 

تقوم مجموعة من الراهبات البوذيات بتدريب الشابات على تقنيات خاصة من فنون الكونغ فو القتالية، بهدف حماية أنفسهن من المتوحشين جنسيًا.

وبحسب صحيفة "ميرور" البريطانية، فإن الراهبات البوذيات يقمن بتدريب عشرات الشابات على حماية أنفسهن من المعتدين جنسيًا، من خلال تعلم تقنيات قتالية معينة من الكونغ فو. وقد كانت المعابد فوق الجبال الصخرية مكانًا مثاليًا للتدريب.

وتستغل السيدات البوذيات والمتدربات خبراتهن في فنون الدفاع عن النفس لتحدي الأدوار الجسدية النمطية في هذه الثقافة المحافظة، وتعليم السيدات والفتيات طرق الدفاع عن النفس، كنوع من مكافحة معدلات الاغتصاب المتزايدة في الهند.

وعلى عكس الراهبات الأخريات، تقوم راهبات الكونغ فو بتوجيه الركلات واللكمات خلال جلسات التأمل، كما يحضرن محاضرات المساواة بين الجنسين.

وقالت "جيغمي وانغشوك لامو" (19 عامًا)، إحدى مدربات الكونغ فو، أثناء استراحة بعد جلسة مكثفة لمدة ساعتين في قرية "هيميس": إن "معظم الناس يعتقدون أن الراهبات لا يفعلن شيئًا سوى الجلوس والصلاة، ولكننا نقوم بالمزيد. فنحن مثال حي يظهر للمجتمع النسائي أن الراهبات يستطعن فعل ذلك، وهن قادرات على فعله أيضًا".

وأضافت: "الكونغ فو سيجعلهن أكثر قوة وثقة"، مشيرة إلى "أنهن قررن تعليم فنون الدفاع عن النفس للفتيات بعد سماع حالات الاغتصاب والتحرش الشنيعة".

ومع استمرار حدوث تلك الواقعات وانتشارها، تشعر العديد من النساء بالقلق على نحو متزايد، ومن هنا رأت راهبات "دروكبا" أن هذه فرصة للمساعدة بطريقتهن الخاصة.

وتتبع قرابة 100 من المتدربات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و28 عامًا، جدولًا صارمًا خلال دورة التدريب في أغسطس، حيث شمل التدريب تقنيات التعامل مع التعرض للهجوم من الخلف والحركات الدفاعية، كما يتناول التدريب مناقشات بشأن كيفية التعامل مع مختلف سيناريوهات الاعتداء الجنسي المحتملة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بمقابلة مع إحدى المتدربات "تسيرينغ يانغتشن" (23 عامًا)، والتي قالت: "لقد كان التدريب صعبًا، فجسمي كله يؤلمني، ولكن الراهبات كن ملهمات جدًا".

وأضافت: "يجب على جميع الفتيات تعلم الكونغ فو، فكثير ما أشعر بالانزعاج وعدم الارتياح عند ذهابي للسوق، حيث يقف الشباب ينظرون لي ويصدرون أصوات الصفير. وكنت أتردد دائمًا في قول أي شيء، ولكني الآن أشعر بثقة أكبر في الكلام بل وحماية نفسي إذا لزم الأمر".

حضور لافت

وأشارت الصحيفة إلى أن الراهبات في السابق كان دورهن يقتصر على الطبخ والتنظيف، ولم يكن مسموحًا لهن ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية، ولكن ذلك الأمر تغير منذ ما يقارب عقدًا من الزمان، عندما شجع قداسة (غيلوانغ دروكبا) زعيم الطائفة، الراهبات على تعلم الكونغ فو.

وكانت والدته هي ملهمته للدعوة للمساواة بين الجنسين، كما أعطى الراهبات أدوارًا قيادية وساعدهن على دراسة أبعد من التعاليم البوذية فقط، حيث علمهن ليصبحن ذوات خبرة في مجال الكهرباء والسباكة.

وتتسم الراهبات بالنشاط في المجتمعات التي يعشن فيها، ولا سيما في نيبال والهند، إذ تعالج الراهبات الحيوانات المريضة وينظمن معسكرات رعاية العيون للقرويين، ويطلقن رحلاتها على بعد آلاف الكيلومترات عبر جبال الهيمالايا لزيادة الوعي بشأن قضايا عديدة تتراوح بين التلوث والاتجار بالبشر.

وفي أعقاب زلزال هائل وقع في نيبال في أبريل 2015، رفضت الراهبات المغادرة، لكنهن نزحن إلى القرى لإزالة الأنقاض وتنظيف الطرق والمسارات وتوزيع الأغذية على الناجين.

وتتعاون الجمعية الخيرية "ليف تو لاف انترنشونال" التي ترأسها "كاري لي" مع راهبات "دروكبا" لدعم المجتمعات المهمشة في هيمالايا، وقالت عن الراهبات إنهن مثال استثنائي يحتذى به.

وأضافت: "راهبات الكونغ فو أبطال جبال الهيمالايا، فهن متعاطفات وشجاعات، ولا يمكن حتى للزلازل والانهيارات الثلجية والرياح الموسمية والحواجز السحابية أن تقف في طريقهن".

الخطر الأكبر

والآن، تتخذ الراهبات خطوة في مواجهة أكبر خطر يهدد سيدات وفتيات الهند، ألا وهو الاغتصاب. فيوميًا تظهر القصص في الصحف الهندية والقنوات التلفزيونية عن فتيات تعرضن للاغتصاب في طريقهن للمدرسة، وتعرض الطالبات للتحرش في سيارات الأجرة، ومطاردة السيدات من العمل إلى المنزل.

وقد ذكر المكتب الدولي لسجلات الجريمة، أن الهند شهدت حوالي 34651 حالة اغتصاب مسجلة في العام 2015، أي حوالي 4 حالات اغتصاب كل ساعة، في زيادة 43% عن العام 2011. وكان هناك 82422 اعتداءً جنسيًا، بزيادة نسبتها 67% عن نفس الفترة.

ولا تعد تلك الأرقام هي النهائية أو الوحيدة، فوفقًا للناشطين، كثير من الضحايا يخشون الإبلاغ عن الحالات خوفًا من إلقاء اللوم عليهن ووصمهن بالعار من قِبل العائلة والمجتمع.

وقد أحدثت موجة الاحتجاجات العامة بعد واقعة الاغتصاب الجماعي لامرأة في حافلة "دلهي" العام 2012، ضجة كبيرة في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، وأجبرت الحكومة على تغليظ عقوبات الجرائم الجنسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com