الصومال بدون إنترنت منذ 25 يومًا بسبب سفينة سويسرية.. "أعمال الإغاثة" أبرز المتضررين
الصومال بدون إنترنت منذ 25 يومًا بسبب سفينة سويسرية.. "أعمال الإغاثة" أبرز المتضررينالصومال بدون إنترنت منذ 25 يومًا بسبب سفينة سويسرية.. "أعمال الإغاثة" أبرز المتضررين

الصومال بدون إنترنت منذ 25 يومًا بسبب سفينة سويسرية.. "أعمال الإغاثة" أبرز المتضررين

توقفت خدمات الإنترنت في الصومال منذ الـ24 من حزيران/يونيو الماضي، عندما تسببت مرساة سفينة سويسرية تدعى "MSC Alice" بقطع كابل الألياف الوحيد الذي يربط البلاد ببقية العالم عبر الشبكة العنكبوتية.

وكانت التداعيات هائلة، مع إعلان الحكومة أن البلاد تخسر مبلغ 10 ملايين دولار يوميًا في الأعمال التجارية. في حين أن البلاد بها واحد من أدنى معدلات انتشار الإنترنت في العالم حيث يعتقد أنه تحت 2%، وفقًا للبنك الدولي.

لكن الضرر البالغ ضرب أعمال الإغاثة مع اعتماد جماعات محلية على الإنترنت في تنظيم جهود العون على الأرض لا سيما في المناطق النائية.

وفي آخر تحديث من الحكومة يبدو أن خدمات الإنترنت لن يتم إصلاحها حتى الـ 25 من تموز/يوليو.

ويمر البلد العربي حاليًا بواحدة من أسوأ أزماته الإنسانية التي تشمل الجفاف ووباء الكوليرا وأزمة الجوع.

وكانت جهود الإغاثة المحلية، مثل حملة "والال كاوي" وتعني "ساعد أخاك أو أختك" باللغة الصومالية. قد قامت بالتبليغ عن سقوط ضحايا بسبب انقطاع الانترنت.

و"والال كاوي" هي مبادرة شعبية صومالية، كانت المستجيب الأول على أرض الواقع لحالات الطوارئ الفظيعة التي أصابت البلاد وقتلت الآلاف وشردت أكثر من 600 ألف في أقل من سنة تقريبًا.

وبما أن هذه الحملة يقودها صوماليون، تقول المجموعة إنها تمكنت من الوصول إلى المناطق الأكثر احتياجًا قبل الأمم المتحدة وغيرها من كبار المنظمات الدولية غير الحكومية، إذا ما تمكنت من الوصول هناك على الإطلاق.

وهذه الحملة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي و50 شخصًا في مجموعة على تطبيق الواتساب للحفاظ على الزخم والتبرعات، والتنسيق بين المتطوعين على أرض الواقع والمؤسسين في العاصمة مقديشو، و الصوماليين في الشتات كبريطانيا والسويد.

ويقول الشريك المؤسس "عبدالحكيم أينتي" وهو صومالي يعيش في السويد: "إنها ضربة أخرى للتنسيق والاتصال فيما بيننا في "والال كاوي". واستطاعت المبادرة حتى الآن جمع أكثر من 100 ألف دولار في صورة تبرعات فردية منذ أن بدأت في كانون الثاني/يناير، وقوبلت بالإشادة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ووسائط الإعلام المحلية والدولية. ووصفت مجموعة الأزمات مبادرة "والال كاوي" بأنها أكثر المساعي المحلية أهمية في المساهمة في أعمال الإغاثة الإنسانية.

وكانت منظمة الشفافية الدولية قد صنفت الصومال كالدولة الأكثر فسادًا لعشر سنوات متتالية، وأصر "أحمد إبراهيم" أحد مؤسسي "والال كاوي" على أن نشر الدليل على وصول التبرعات عبر الإنترنت له أهمية قصوى لدى المتبرعين في الشتات حتى يتأكدوا أن تبرعاتهم وصلت إلى مستحقيها.

ويستطيع بعض المميزين من الصوماليين في مقديشو الوصول إلى شبكة الإنترنت كل بضعة أيام عبر الأقمار الصناعية، ولكن الانقطاع كان شاملًا تقريبًا خارج العاصمة.

المشكلة الأكبر التي تواجه "والال كاوي" هي فقدان الاتصال مع القرى النائية التي لا تستطيع الوصول إليها. وبدون إنترنت، تناضل "والال كاوي" من أجل الاستفادة من الاتصالات المحلية وربطها بأهم المدن ومقديشو والشتات القادر على تقديم مساعدة قيمة.

وأوضح إبراهيم: "لقد فقدنا الاتصال الكبير مع المجتمع الأوسع". على سبيل المثال، "ماهاس" وهي قرية صغيرة في منطقة "هيران" محاطة بالمجموعة الإرهابية الأصولية الإسلامية "حركة الشباب"، لم تتلق أبدًا التبرعات من الأمم المتحدة أو من أية مجموعة معونة أخرى.

القرويين في "ماهاس" لا يمكن أن ينتظروا إلى أن ينتهي صهريج المياه من إفراغ حمولته قبل أن يقفزوا عليه ويبدأوا بشرب المياه. وكان هناك نقص حاد في مياه الشرب خلال شهر آذار/مارس، وهم لا يستطيعون الاستحمام حيث أنهم يستخدمون فقط الحد الأدنى جدًا كمياه للشرب.

"ماهاس" محرومة من الإنترنت، ولكن بعد أن تم جلب الماء، سافر أحد المتطوعين من القرية إلى مدينة رئيسة لإرسال صور وفيديو التسليم.

وإبراهيم منزعج إزاء هذا الوضع ويقول: "إن من المحبط أننا كنا نظن أن إصلاح الإنترنت سيتم خلال يومين أو ثلاثة أيام، والآن مر شهر تقريبًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com