كيف يعامل مطعم زبائنه على طريقة روبن هود؟
كيف يعامل مطعم زبائنه على طريقة روبن هود؟كيف يعامل مطعم زبائنه على طريقة روبن هود؟

كيف يعامل مطعم زبائنه على طريقة روبن هود؟

استحدث مطعم فريد من نوعه يقع في العاصمة الإسبانية مدريد طريقة مختلفة للتعامل مع زبائنه، حيث اتبع نظاما يقضي بتقديم الخدمات للمقتدرين ماديا صباحاً، أما ليلا فيتحول المطعم إلى ملجأ للمشردين والعاجزين ويقدم لهم الطعام مجانا.

ويقع مطعم روبن هود، الذي يستلهم القصة التي كان بطلها يسلب الأغنياء ممتلكاتهم ليطعم الفقراء، وسط مدينة مدريد، ويقدم كبقية المطاعم الوجبات والخدمة مقابل مبالغ مالية تراعي الضرائب والرسوم والربح.

أما ليلاً، فيتحول المطعم إلى مكان رائد لاستقبال المشرَّدين، حيث يزوره 40 شخصاً من منطقة "إكستريمادورا" لتناول طعام العشاء مجاناً على طاولات مزينة بالزهور الجميلة والأدوات والكؤوس النظيفة.

ويجسد المطعم آخر مبادرة أطلقتها جمعية "رسل السلام"، التي أنشأها الأب "آينجل جارسيا رودريغوز" قبل 54 عاماً في إسبانيا.

ويتركز نظام عمل المطعم "على تقديم وجبتي الإفطار والغداء وقبض أثمانها من الزبائن أثناء النهار لتمويل وجبات مسائية مجانية للمشردين".

يقول الأب السبعيني آينجل: "إن الإلهام جاء من قبل البابا فرانسيس، الذي تحدث مراراً وتكراراً حول أهمية منح الكرامة للناس، سواء أكان ذاك عبر إطعامهم أو من خلال توظيفهم".

وأضاف: "لهذا فكرنا، لماذا لا نقوم بإنشاء مطعم مجهز بالكامل، بمفارش جميلة تغطي الموائد إلى جانب أدوات المائدة النظيفة والخدمة الأنيقة، الناس الذين لا يملكون شيئاً يستطيعون أن يأتوا إلى هنا ويتناولوا طعامهم بكل كرامة ويحظون بنفس المعاملة التي يحظى بها غيرهم من الناس، إنه أمر منطقي".

ومثل معظم الجمعيات الخيرية، ما زالت جمعية "رسل السلام" تتعامل مع عواقب الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد، والتي أسفرت عن ارتفاع نسب البطالة لتصل في معدلها الإجمالي إلى ما يقارب 20% وبنسبة تزيد على 42% من بطالة الشباب في دول أوروبا.

وفي كل يوم تقوم كنيسة الأب آينجل القريبة، بتقديم مأوى لحوالي 200 شخص من المشردين إلى جانب وجبتي الإفطار والغداء.

وفي المساء يقوم المطعم القريب بتقديم وجبتي عشاء لحوالي 100 شخص في كل جلسة.

وإذا ما  نجحت هذه المبادرة، فإن هذه الجمعية غير الربحية تخطط لتوسيع خدماتها وتأمل أن تجلب إليها مشاهير الطهاة ليقوموا بطهي وجبات لذيذة في مطبخ المطعم المتواضع.

ويعترف الكاهن صاحب المطعم بأن هناك نوعا من الاستفزاز بسبب الاسم الذي يحمله المطعم، والذي يدل على شخصية اعتادت توزيع الثروات بطريقة مسلحة وعدوانية.

ويضيف: "الفكرة لا تتمحور حول سرقة الأغنياء بل تشجيعهم على مشاركة حظهم الجيد مع الآخرين". ويوضح آينجل: "إن الاسم كان فقط لإضفاء نوع من الإثارة ولجذب اهتمام الناس".

وبالنسبة للفقراء الذين يأمون المكان، فإن المفارش الأنيقة والأواني الفخارية كانت تغييراً كبيراً لما اعتادوا على رؤيته في مطابخ الحساء والشطائر التي تقدم الغذاء مجانا.

تقول إحدى المستفيدات: "بالنسبة لي، هذا المطعم يشكل الحياة والسعادة، إنه أفضل شيء هنا.. بل أفضل شيء في العالم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com