في البلد الأسوأ مروريًا حول العالم.. هل يمكن إيجاد بديل عن السيارة؟
في البلد الأسوأ مروريًا حول العالم.. هل يمكن إيجاد بديل عن السيارة؟في البلد الأسوأ مروريًا حول العالم.. هل يمكن إيجاد بديل عن السيارة؟

في البلد الأسوأ مروريًا حول العالم.. هل يمكن إيجاد بديل عن السيارة؟

كتب الروائي الأندونيسي "سينو غومير"، أن "المواطن العادي في جاكرتا يمضي 10 سنوات من حياته في حركة المرور، وليس عليك قضاء فترة طويلة في العاصمة الأندونيسية، لتصدق ذلك".

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، يتنقل 3.5 ملايين شخص كل يوم إلى هذه المدينة الحارة والرطبة من عاصمة جاكرتا الكبرى، والعديد منهم يأتون بالسيارة، بسبب رغبتهم في التمتع بمكيف الهواء والمكانة الاجتماعية، ولكن سيارتهم تقف عالقة في المرور دون حراك من الساعة 5 صباحًا حتى الثامنة، ومن الخامسة مساءً إلى 8 مساءً، وهي ساعات الذروة، ومعظم وقت النهار.

ووصفت جاكرتا كأسوأ مدينة في العالم من حيث حركة المرور، في دراسة العام الماضي، استنادًا إلى بيانات الأقمار الصناعية، والتي وجدت أن السائق العادي يتوقف في الطريق أكثر من 33 ألف مرة في السنة، ويقدر أن 70% من تلوث الهواء في المدينة، يأتي من السيارات.

وفي العادة، يستغرق عبور مسافة 25 ميلاً إلى المركز من "بوجور" ساعتين، وهي أكبر المدن بموجب تصوير الأقمار الصناعية، حيث يعيش عدد كبير من عمال المكاتب، ويمكن أن تستغرق رحلة سيئة 3 ساعات، بسبب ركود السيارات في صفوف لا نهاية لها، بينما تعبر الدراجات وسطها، وفي كثير من الأحيان تجد ركاب الدراجات أكثر من السيارات.

وتقتصر جهود الحد من استخدام السيارات على نظام الزوجي والفردي في الطريق الرئيس من "سوديرمان"، وبعض الطرق الرئيسة الأخرى خلال ساعة الذروة، حيث يسمح للمركبات التي تحمل لوحات مرقمة بأرقام فردية، بالعبور في المواعيد الفردية، والسيارات ذات الأرقام الزوجية، بالعبور في الأوقات الزوجية.

ولأنه متوقع زيادة تعداد سكان جاكرتا الكبرى من نحو 30 مليون نسمة اليوم إلى أكثر من 40 مليون بحلول العام 2040، يبدو أن الإحباط المروري الذي يضرب السكان على وشك الزيادة.

هل يوجد حلٌّ؟

مدينة الدراجات: "يمكنك إيصال أي شيء تريده إليك بالدراجة هنا".

يقول نديم مكارم، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "غو –جيك"، وهي نسخة المدينة من "أوبر" بعجلتين: "الدراجات النارية تتحرك بضعف سرعة السيارات في جاكرتا، وتستخدم 10% من الوقود، وتكلف 10% من المال، وتستخدم مساحة أقل بكثير، كما أن الدراجات النارية أكثر كفاءة، وليس هناك سبب لوجود السيارات في هذه المدينة على الإطلاق".

منذ أن أحدثت شركة "مكارم" ثورة في صناعة "الدراجات النارية الأجرة"، بإطلاق تطبيق للهواتف الذكية في العام الماضي، ارتفعت الأرقام للغاية، وجنباً إلى جنب مع منافسه الماليزي "غراب"، وخدمة سيارات أوبر، انخفضت الأسعار، على الرغم من تسبب ذلك في إغضاب بعض السائقين.

تم تحميل التطبيق 25 مليون مرة، وبالإضافة للتجول، يمكن للعملاء الحصول على خبير تدليك أو عامل نظافة إلى باب منزله، في غضون 90 دقيقة، وتجارة "الديلفري" الخاصة هي الآن الأكبر في آسيا باستثناء الصين، وتعرض شركة غو –جيك، تذاكر المسرح، والزهور، والأدوية الطبية وخلافه.

ويقول "مكارم": "من الصعب جدًا العثور على شيء لا يمكننا توصيله إليك بالدراجة النارية، فأنت لا تحتاج إلى إضاعة الوقت في حركة المرور للحصول على ما تريد، نحن نحضر لك كل شيء، فإذا أردت تستطيع البقاء في شقتك".

إلا أن بعض سكان المدينة، قلقون من أن انتشار تطبيقات الدراجة النارية الأجرة، قد يغري الناس بعيدًا عن الحافلات والقطارات.

ويقول "يوغا أديوينارتو" المدير القطري لـITDP إندونيسيا، وهو الفرع المحلي لمعهد خيري للنقل وسياسات التنمية: "الدراجات النارية الأجرة تقتل وسائل النقل العام".

ولكن مكارم لا يرى الأمر على هذا النحو، ويقول: "عملاؤنا هم مستخدمو الهواتف الذكية، وهم أناس من الطبقة المتوسطة ويستبدلون السيارات الخاصة بالتطبيق، وهم لا يتنقلون بحافلات على أي حال".

حافلات النقل السريع

قبل 12 عاماً افتتحت جاكرتا، أول نظام لحافلات النقل السريع في جنوب شرق آسيا، وهو مستوحى من زيارة رئيس بلدة بوغوتا السابق "انريكي بينلوسا".

وتوفر شبكة نقل جاكرتا التي تمتد 120 ميلاً تغطية جيدة داخل المدينة على الأقل، وتحمل 350 ألفا شخصاً يومياً، والحافلات مكيفة، وبها قسم منفصل للنساء في المقدمة، وبدأت 10 حافلات وردية للنساء العمل مؤخرًا.

ويقول يوغا: "في جاكرتا نفسها حافلات النقل السريع جيدة جدًا، فهي بالتأكيد أسرع من السيارات، وأحيانًا تكون أسرع من الدراجات النارية، ولكن فقط داخل مدينة جاكرتا".

ويجد الركاب الذين يحاولون التنقل من وإلى المدن الخارجية مثل بوجور، وديبوك، وتانجيرانج وبيكاسي، أن الممرات المخصصة تنتهي عند حدود المدينة، وتستغرق الحافلة في رحلة من بوجور إلى المركز في ساعة الذروة ساعتين أو ثلاث ساعات، وفي جاكرتا نفسها ضباط الشرطة يغضون البصر عن السيارات والدراجات النارية التي تستخدم الممرات المخصصة للحافلات، عند انسداد الطريق.

ويقول يوغا: "إنشاء طرق أفضل لمنطقة جاكرتا الكبرى أمر حيوي لاستخدام المزيد من الناس نظام الحافلات، وإنشاء طرق إلى المدينة الخارجية أمر محفوف بالمشاكل، مع تنافس الشركات وافتقار الحكومة إلى الإرادة السياسية، فحكومة المدينة أكثر نشاطاً بكثير، فهي تحاول إدخال نظام التنقل بمترو الأنفاق، وتدفع بوسائل النقل العام، وتفرض رسومًا على وقوف السيارات، ولكن الحكومة القومية لا تتخذ أي إجراء".

الهروب من كابوس المرور

يقول يوغا: "بدلا من توفير الحمامات، يجب أن تكون معظم الشركات أكثر اهتمامًا بدعم مواقف سيارات موظفيها، وفي الوقت نفسه، وافقت الحكومة على خطط لستة طرق سريعة جديدة مرفوعة، تسهل التنقل عبر مركز المدينة، وتشجع مبادرة السيارة الخضراء منخفضة التكلفة على استخدام السيارة من خلال عدم طلب مقدم وطلب فائدة منخفضة على السيارات الصغيرة".

وأضاف: "جاكرتا تتحرك في الاتجاه الصحيح، ولكن ليس بالقدر الكافي، فالحكومة تسمح بالتنمية منخفضة الكثافة خارج المدينة، وتوسع منطقة المترو، وهذا يصعب الأمر على وسائل النقل العام بسبب عدم وجود التغطية، ونحن بحاجة لتنمية عالية الكثافة في الأماكن التي يكون فيها خيارك الأول هو المشي أو ركوب الدراجات، وللرحلات الأطول يمكنك استخدام الحافلة أو المترو".

قد يبدو هذا بعيداً كل البعد عن الواقع الحالي في جاكرتا، ولكن الحكومة لديها هدف لزيادة استخدام وسائل النقل العام في الرحلات من 23% إلى 60% بحلول العام 2030 - وهناك حافز، فضياع 4 ساعات كل يوم في السيارة ليس أمراً ساراً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com