لا عيد في السودان قبل إعداد "الشربوت".. فهل هو مسكر؟
لا عيد في السودان قبل إعداد "الشربوت".. فهل هو مسكر؟لا عيد في السودان قبل إعداد "الشربوت".. فهل هو مسكر؟

لا عيد في السودان قبل إعداد "الشربوت".. فهل هو مسكر؟

تتباهى ربات البيوت في السودان بإعداد "الشربوت"  خلال عيد الأضحى، وهو مشروب شعبي يُنافس تجهيز الأضاحي خلال عيد الأضحى، ولا تعبأ السيدات السودانيات بتحريم البعض له؛ نتيجة عملية "التخمير" التي تتخلل إعداده، بصفته مشروبا أساسيا في العيد.

وتعتقد ربات البيوت أن "الشربوت" يساعد على عملية الهضم، لذلك تنشغل السيدات بإعداده في الأسبوع الذي يسبق العيد، ويصنع المشروب بالأساس من البلح والذرة مع خلطهما بالتوابل عبر عملية معقدة نسبيا تبدأ بتجهيز "الزريعة"؛ وهي عملية استزراع بدائية للذرة البيضاء، وذلك بنشر حبيباتها في مساحة رطبة لمدة قد تصل إلى ثلاث أيام، ومن ثم جمعها لتجفيفها وطحنها.

بعدها تبدأ المرحلة الثانية وذلك بخلط "الزريعة" وبعض التوابل مع البلح بمقادير معينة في إناء ممتلئ بالماء ويوضع على النار ليغلي لمدة قد تصل إلى 6 ساعات.

ولا تحبذ أغلب النسوة استخدام المواقد الحديثة، التي تعمل بالغاز لغلي المشروب، بل يفضلن "الكانون"؛ وهو موقد شعبي يصنع من الحديد توضع أسفله جمرات من الفحم النباتي.

وبعد اكتمال مدة الغليان، التي تتفاوت بحسب الكمية المنتجة؛ يتم تخزين الإناء دون فتحه في مكان مغلق، لمدة يومين أو ثلاث، تساعد نسبيا  بعملية تخميره، ومن ثم تكون المرحلة الأخيرة؛ وهي تصفيته من الشوائب وتقديمه للشرب بعد تبريده.

وعملية التخزين هذه هي مصدر الجدل، الذي يتجدد كل عام حول حرمة هذا المشروب بكونه "مسكرا" من عدمه؛ لأنها تساعد في "تخميره".

وفيما يرهن أغلب علماء الدّين حرمة "الشربوت" بـدرجة تخميره وإن كانت تصل لمرحلة يذهب معها بالعقل، إلا أن آخرين يدعون إلى تحاشيه من باب "اتقاء الشبهات".

وأخذ الجدل هذا العام بُعداً آخر، حيث عمدت واحدة من أشهر محلات بيع التمور في السودان إلى تجهيز خلطة "الشربوت" في عبؤات وبيعها للزبائن ليتولوا عملية غليها فقط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com