السعودية.. اختبار الأيام الستة للترفيه يمر بسلام (صور)
يجلس أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الصف الخلفي داخل قاعة كبيرة بالعاصمة الرياض، حيث يعرض فيلم سينمائي يحضره عدد كبير من الرجال والنساء في قاعة واحدة، وهو أمر قلما يمر من دون اعتراضات من رجال الهيئة.
لكن خمسة أفلام سعودية قصيرة أخرى تم عرضها في القاعة ذاتها في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بحضور رجال ونساء يفصل بينهم بشكل جزئي حاجز خشبي، مر من دون اعتراض هذه المرة، فيما يبدو أنه مؤشر قوي على المملكة التي أنشأت هيئة للترفيه مؤخراً مقبلة على تغييرات جذرية.
وخلال ستة أيام من الفعاليات الفنية والترفيهية التي رافقت مهرجان "حكايا مسك" في العاصمة الرياض، لم يبدي أعضاء الهيئة المسؤولين عن تطبيق قواعد الشريعة الإسلامية في المملكة، أي اعتراض على الفعاليات التي يشارك فيها شباب من الجنسين.
ففي قاعة أخرى مخصصة لفعاليات المهرجان، يجلس الفنان فهد اليحيى وزوجته الفنانة لولو اليحيى على طاولة كبيرة، ليرسما لوحاتهم الفنية على الزجاج أمام أعين زوار وزائرات لا يبدو أن وجودهم في قاعة واحدة بات مخالفاً للقانون من وجهة نظر رجال الهيئة.
وازدحمت كل فعاليات المهرجان برجال ونساء من مختلف الأعمار، وأطفال خصصت لهم إدارة المهرجان قسماً كبيراً من الفعاليات المناسبة لأعمارهم، لتعكس الصور القادمة من تلك الفعاليات نظرةً مغايرة لما هو شائع عن المملكة.
وغاب المهرجان وفعالياته عن أي جدل أو سجال بين السعوديين الذين اعتادوا الاختلاف حول مثل هذه الفعاليات، فيما يبدو أن التغيير في السعودية يتم بهدوء وبعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تشكك المملكة في حقيقة ما يكتب فيها.
ولا يُعتقد أن تقوم المملكة بمخالفة قوانين الشريعة الإسلامية في خطة التغيير الواسعة التي تعمل على تطبيقها في البلاد تحت مسمى "رؤية السعودية 2030"، والتي تشمل تغييرات جذرية في الاقتصاد والمجتمع، لكنها لن تتراجع أمام أي عقبة تقف أمام نجاح تلك الخطة.
واختتم المهرجان الثقافي والترفيهي فعالياته مساء السبت وقد سجل حضور نحو مئة ألف زائر ومشارك في الفعاليات، دون معرفة مصير نسخة العام القادم من المهرجان، وما إذا كانت ستمر بسلام أيضاً، أم أنه سيكون حدثاً صغيراً مقارنةً بأحداث ثقافية وترفيهية يتطلع كثير من السعوديين لإقامتها في بلادهم.
