تزايد حالات العنف ضد الأطفال الذكور في مصر
تزايد حالات العنف ضد الأطفال الذكور في مصرتزايد حالات العنف ضد الأطفال الذكور في مصر

تزايد حالات العنف ضد الأطفال الذكور في مصر

أصبحت ظاهرة العنف ضد الأطفال، تؤرق المجتمع المصري، بعدما أكد تقرير صدر عن المجلس القومي للأمومة والطفولة أمس، أن عدد البلاغات التي تلقاها المجلس، خلال النصف الأول لعام 2016، بلغت 2284حالة عنف ضد الأطفال، وتصدر الذكور النسبة الكبرى من بلاغات العنف بحوالي 69%، في مقابل 31% للإناث، وقد تعرضت 155 حالة منها للعنف المدرسي، كالاعتداء بالضرب أو التوبيخ، وكان منها 86 بلاغًا حول المشكلات المدرسية، التي من شأنها تشكيل خطر على الأطفال.

وأشار التقرير، إلى وجود 120 حالة اعتداء جنسي على الأطفال، منها 11 حالة داخل الأسرة، 26حالة داخل المدرسة، 59 حالة تم الاعتداء فيها على أنثى، 61 حالة للذكور.

وعلى صعيد العنف الأسري، رصد المجلس 285 حالة، منها 80 حالة بسبب إشراك الأطفال في النزاعات الأسرية، التي تسببت في بعض الأحيان، في مشكلات نفسية للأطفال، أدت إلى سوء سلوكهم، كما تسببت11 حالة من بلاغات العنف الأسري في إصابات بالغة، و30 حالة منها تسببت في وفاة الطفل، بعضها كان حالة قتل عمد والبعض الآخر كان عنفًا بدنيًا أدى إلى الوفاة.

كما رصد التقرير، 12 حالة انتحار لأطفال خلال النصف الأول من عام 2016، تعددت أسبابها منها انتحار طفل بسبب خوفه الشديد من عقاب والديه، وانتحار طفلة بسبب إجبارها على الزواج المبكر.

كما أكدت المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة، أن عدد الأطفال المنتهكين خلال يوليو بلغ 496 طفلاً في 267 قضية متداولة إعلاميًا، من خلال الصحف والجرائد الحكومية وغيرها من غير الحكومية، وتتراوح الانتهاكات بين القتل والاختطاف والاغتصاب والغرق وغيرها، وكانت نسبة الإناث 31 % بينما نسبة الذكور 58% و11% نسبة لأطفال لم يذكر نوعهم".

أما الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فأشار في تقرير صادر عنه، إلى أن هناك 1.59 مليون طفل عامل في مصر، وتعرض أكثر من 80% منهم لاعتداءات جنسية، وذلك خلال العام الماضي.

وأوضحت المؤسسة، أن العنف أصبح أيضًا إحدى سمات المؤسسة التعليمية في مصر، سواء من المعلم تجاه التلاميذ، أو من التلاميذ وأولياء الأمور تجاه المعلمين، أو بين التلاميذ، موضحة تنامي أشكال من الاستغلال والاعتداءات الجنسية، على الأطفال بالمؤسسة التعليمية.

وأشار التقرير، إلى ارتفاع معدل الاستغلال الجنسي للأطفال في يوليو، بعد انخفاض دام أشهر عديدة، وكانت النسب كالآتي: 2حالة استغلال جنسي بين الأطفال و12 حالة استغلال جنسي آخرى، 3 حالات استغلال جنسي للتسول، 2حالة استغلال جنسي أسري، حالة استغلال جنسي من الأقارب.

حبس الطفل محمد السيد إبراهيم، من قبل والده، الذي كبله بالجنازير والأقفال في سلم المنزل لمدة شهر ونصف الشهر، وقد تم تسليم الطفل إلى عمته، التي أبلغت عن الواقعة لتعذر الوصول إلى عنوان والدته.

خطف الطفل "أنس" 8 سنوات وتخلص منه بعد ساعات من خطفه، لتعرف الطفل عليه، وقام بدفنه حيًا بغرفة طيور ملكه، تبعد 40 مترًا عن منزل أسرة والد الطفل، وقد خطف الطفل أثناء عودته من درس القرآن الكريم، ودفن الطفل حيًا ودفن المصحف معه، بعد رفضه ترك المصحف، وتم العثور على جثة الطفل "أنس أحمد محمد حسين" 8 سنوات مقتولاً، بعد 3 أيام من خطفه، بعد أن رفض أهله دفع فدية مالية قدرها 2 مليون جنيه، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى.

قيدت زوجه الأب بعد أن نزع من قلبها الرحمة، ابنة زوجها صاحبة الـ18 سنة كاملة، بالسلاسل الحديدية، بعدما أنقذها معاون المباحث بالصدفة، وقالت "حياة": «تعرضت لجميع أنواع العقاب، من التجويع والربط بالسلاسل إلى الكي بالنار والضرب بشكل يومي على يد زوجة أبي، التي جعلتنى أتمنى الموت في كل لحظة أعيشها، بينما كان والدي يقف مسلوب الإرادة أمام جبروتها، بعدما انتزعت الرحمة من قلبها».

تزايد العنف ضد الاطفال بالمجتمع المصري، نتيجة لقصور التشريعات المعنية بحماية الطفولة على كافة المستويات، عدم تفعيل القوانين، وغياب إلزامية التبليغ، إلى جانب التفكك الأسري، والخلافات الزوجية، وكبر حجم الأسرة، ما يؤدي إلى تشرد وضياع الأطفال، كما أن المفاهيم الخاطئة حول أساليب التنشئة والتي تقوم على افتراض أن التربية الصحيحة تقتضي استخدام قدر من العقاب الجسدي أو اللفظي، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، وتزايد معدلات الفقر والبطالة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام والبرامج التي تشجع العنف من خلال بث برامج الأطفال المليئة بالعنف.

ومن جانبه، قال عاطف مخاليف، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، إن البرلمان سوف يناقش حقوق الأطفال الضائعة في المرحلة الثانية من البرلمان، بناء على الماده 80، مؤكداً أن البرلمان سوف يناقش جميع قضايا العنف ضد الأطفال.

وأضاف وكيل لجنة حقوق الأطفال بمجلس النواب، فى تصريح لـ"إرم نيوز" أن تزايد حالات العنف ضد الأطفال في بلاده، نتيجه لعدم وجود قوانين رادعة، تحمي الأطفال، معترفًا أن هناك عنفًا قويًا ضد الأطفال في مؤسسات دور رعاية الأيتام، والمؤسسات النقابية، وأطفال الشوارع.

وتابع أن اللجنة، سوف تضع قوانين رادعة ضد زواج القاصرات، وسوف يتم تفعيل قانون يتيح الرقابة الدورية على مراكز دور رعاية الأطفال أسبوعيًا، مؤكدًا أن اللجنة سوف تشرع عقوبات صارمة ضد عنف الأطفال، بالإضافة إلى قوانين تكلف الدولة برعاية وتنمية مهارات أطفال دور الأيتام واطفال الشوارع، مشيراً إلى أن إيطاليا أخذت كأس العالم بأطفال الشوارع في السابق.

وقال فادي وجودي، المستشار القانوني للمؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة بمصر، إن السبب الرئيس، عدم وجود الوعي الكافي بقانون الطفل، وعدم تطبيق قانون الطفل في مصر بشكل كامل، مطالبًا بتعديل النظم والتشريعات لضبط اسلوب التعامل مع الأطفال، مشيرًا إلى أن نسبة الأطفال بمصر تتخطى 40% من نسبة السكان، وما زال -حتى الآن- هنالك عدم وعي بكيفية التعامل مع الطفل.

وأضاف وجودي، فى تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المفهوم السائد لدى المصريين، بأن يكون الطفل ليس له رأي، وأنه يجب أن ينفذ الأوامر بطاعة عمياء، تخلق الكثير من المشكلات التي تؤدى إلى زيادة العنف ضدهم، كما أنه ما زال هناك انتهاكات ضد أطفال الشوارع من قبل الشرطة، ومعاملتهم معاملة البالغين، بالإضافة إلى العنف ضد الأطفال في المدارس والتحرش بهم.

وتابع أن زيادة العنف ضد الأطفال، تخلق جيلاً من الشباب ضعفاء الشخصية، وتؤدي إلى عدم القدرة على اتخاذ القرار، وتنشئة جيل غير صالح لتربية أجيال جديدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com